دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يختلف مفهوم "المنزل" من شخصٍ إلى آخر، فقد يكون مكاناً للبعض، وقد يكون شخصاً، أو شعوراً للبعض الآخر. وفي ظل ثراء هذا المفهوم، يستكشف مركز دبي للتصوير، "جلف فوتو بلاس"، "Gulf Photo Plus"، معنى المنزل من عدسات مختلف المصورين من الشرق الأوسط في معرض "لا مكان مثل المنزل".
كجزءٍ من برنامجٍ سنوي، يقيم مركز "جلف فوتو بلاس" في دبي معرضاً مجتمعياً، وهي طريقة لإعطاء المصورين فرصةً لعرض أعمالهم، وفرصة لـ"تلقي ردود فعل تجاه موضوع معين"، وفقاً للمدير المشارك للمركز، محمد سمجي.
وبعد نجاح معرض "ما وراء البورتريه" الخاص بهم العام الماضي، والذي يستكشف القصص خلف الصور الملتقطة، تم اختيار المنزل كمفهوم معرض هذا العام، وشرح سمجي السبب قائلاً: "إنه مفهومٌ يبعث التحدي، ولكنني أظن أنه مثيرٌ للاهتمام، فالمنزل موضوعٌ غنيّ وعاطفي". كما أشار أيضاً إلى أن ما يجعل المعرض أكثر إثارة للاهتمام هو حقيقة أن 90% من سكان الإمارات العربية المتحدة وافدون.
ويشارك في المعرض 48 صورة التقطت من قِبل 26 مصوراً حول العالم، نصفهم من الشرق الأوسط.
وتعرض بعض الأعمال "صورةً حرفية" لمفهوم المنزل، وفقاً لسمجي، حيث التقط الإماراتي حسين الموسوي مثلاً صورة متناظرة لمبنى "عبيد المزروعي" في أبو ظبي الذي يتميز بنوافذه الدائرية الشكل. ولكن في الوقت ذاته يوثق المصور حسرته على اختفاء هذه المباني القديمة واستبدالها بالمباني الحديثة الزجاجية.
كما قام المصور الإماراتي عمار العطار بالتقاط طراز من المنازل التقليدية الخاصة لقبيلة الشحوح في رأس الخيمة تدعى "بيت القفل".
وفي الوقت ذاته، يرى سمجي أن العديد من الأعمال المعروضة تتجاوز حدود المفهوم المادي للمنزل لتتطرق إلى جانبٍ أكثر روحية، فقال سمجي إنهم قاموا بوضع الأولوية للصور التي تبين "مختلف المناهج البصرية" التي اختارها المصورون للتعبير عن مفهوم المنزل.
وعبرت شيماء التميمي عن ذلك على سبيل المثال خلال الطعام، إذ التقطت صورةً لوالدها الذي غادر اليمن منذ 45 عاماً، وهو يحمل مرطباناً من العسل الحضرمي الذي أرسله إليه عمها خلال باص يأتي من حضرموت إلى أبو ظبي أسبوعياً.
ويعتبر المصور البحريني، علي الشهابي، أن المنزل يتجسد في التقاليد، وذلك خلال استيقاظه على صوت والده يوم السبت وهو يقرأ القرآن بصوتٍ منخفض أثناء كوي والدته لثوبه وغترته.
وأما المصورة لارامي شوبر، فقامت بتوثيق صورةٍ عائلية قررت والدتها التقاطها بعد انتهاء حرب الخليج الأولى في العراق،وتشكل الصورة بالنسبة إليها مذكراً للمكان الذي أتت منه، وما خاضته مع عائلتها.
ويشجع المعرض على مشاركة زائريه لمفهوم المنزل بالنسبة إليهم، حيث يتواجد على إحدى جدرانه لوحة بيضاء كُتب عليه سؤال:ماذا يعني المنزل لك؟
وتزينت اللوحة بكلمات تتراوح من "أمي" و"عائلتي" إلى مشاعر مثل "الألفة" والأمان"، كما عبر الزوار عن أفكارهم خلال الرسم أيضاً، فقال سمجي: "بدل كتابة أي شيء فحسب.. قام أحدهم برسم خارطة فلسطين في وسط اللوحة.. وأحببت ذلك".