دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لم يدرس التصوير الفوتوغرافي أكاديمياً، ولكن المصور السعودي ماجد الأهدل، "يستعير من المصور عينيه، ومن المشاة أقدامهم، ومن الكاتب أقلامه، ومن الباحث قدرته على التساؤل الحرِّ، ومن الإنسان روحه التوّاقة" بحسب ما ذكر.
ولطالما جذبت عدسة الأهدل، كل ما يثير التساؤل والدهشة والدمعة، فهو لا يمنع نفسه من "تطويق اللحظات التي تكشفها أقدامه".
وشرح الأهدل أن العلاقة بين عيني المصور وأقدامه ينبغي أن تكون وثيقة، مشيراً إلى أن "الأقدام مطايا الأسئلة، والعيون مفتاح الأجوبة". وإذا كان في الأماكن التي يزورها المصور "كثافة" في المشاهد، فهو يعود إليها لتصيد لقطاتها.
ولا ينشر الأهدل الصور الجميلة فحسب، وإنما يعرض قصصاً إنسانية بطريقة بلاغية. فهو يصادق الأشخاص أولاً، ويصل إلى قلوبهم قبل رفع كاميرته في وجوههم. إذ قال "التفتوا حولكم.. فهناك الكثير مما يمكن أن يُحكى". وفي بعض الأحيان، يرفض العديد منهم التصوير رغم المحادثات الطويلة التي كان يجريها معهم، فوصف المصور السعودي الأمر بالـ"أرزاق".
وفي بعض الأحيان، يخطط المصور الأماكن التي يرغب التصوير فيها، ولكنه عادة ما يحب اتباع القدر. ويعتقد الأهدل أن الصورة الجيدة هي التي تحمل معاني مختلفة، سواء عن مدينة المصور أو ثقافته، والأشخاص من حوله، وقصصهم، وعاداتهم.
ويعتبر الأهدل أن التصوير هو بمثابة تجميد للزمن وحبس الظل، فاللقطات الجميلة لا تموت، كون "الأرواح فيها تبقى حية وإن غابت الأجساد".
وعن سبب تصوير الأهدل في مدينة مكة بالتحديد، فأشار إلى أنها مدينة عالمية تُعرف بـ "قداستها، وأهلها، وآثارها، وجبالها، وثقافتها التي تصهر جميع العناصر، والتعايش الذي تسطّره من قرون غابرة، ومشاعر الناس تجاهها".
وكان الأهدل قد صور خارج السعودية، ولكنه يعتبر أن الأولوية هي للقصص التي تنتجها الثقافات العربية. ويرغب في التقاط الصور في جميع البلدان العربية، منها مصر والمغرب. ومن المخططات المستقبلية للمصور السعودي، جمع هذه الحكايا وخبايا الزوايا في كتاب خاص.