دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- رغم أن القصص المصورة العربية قد تكون على "هامش" دور النشر في الوطن العربي، إلا أن دار "نول للكتب" الجديدة تسعى إلى إحداث نقلةٍ نوعية في مجال القصص المصورة العربية. ورغم مواجهتها للعديد من التحديات كونها دار مستقلة، إلا أنها نجحت بالفعل في إصدار بعض القصصٍ المصورة التي تعمل على توثيق "التجارب الهائلة" التي تمر بها البلدان العربية في هذا "الزمن المتحول"، وفقاً للمحرر محمد عبد العزيز.
ونشأت دار "نول للكتب" في بداية عام 2018، وهي عبارة عن مساحة إبداعية مقرها الرئيسيّ في القاهرة تختص في مجال الـ"كوميكس"، أي القصص المصورة، الموضوعة على "هامش اهتمام دور النشر" في العالم العربي، وفقاً للمحرر محمد عبد العزيز.
وقال عبد العزيز إن هدفهم يتمحور حول "تطوير فن الكتب والروايات المصوّرة وتوسيع سوقه في العالم العربيّ".
ورغم أن مقر دار النشر يُوجد في القاهرة، إلا أن الدار تعمل بالتعاون مع مبدعين عرب من بلدان مثل لبنان، وتونس، وفلسطين، والأردن، والعراق، ما يؤسس شبكة إبداعية تعاونية من مختلف مناطق الوطن العربي.
ولكن، من الصعب اختراق قصص "الكوميكس" في السوق، بسبب انتشار فكرة أنها مخصصة للأطفال فقط.
وتتصدى "نول للكتب" لتلك الأفكار من خلال حبكات القصص التي اختارت إصدارها، والتي تتميز "بتعقيد حبكتها الدرامية"، إذ تتمحور حول مواضيع مثل الحروب، والفساد، والظروف السياسية. ولكن يؤكد المحرر أنها تناسب اليافعين أيضاً.
وأصدرت دار النشر 4 كتب إلى الآن منها "يلا باي" الذي يتمحور حول عائلة لبنانية فرنسية لم تتمكن من مغادرة جنوب لبنان خلال "حرب تموز 2006".
وأصدرت دار "نول للكتب" أيضاً قصتي "الخالدية" و"القاهرة طبعة تانية". وتدور الأولى حول موظف حكومي فاسد بنى مدينةً خيالية من الطمي وسمّاها "الخالدية" ليستولي على الميزانية التي وضعها للمدينة.
وأما الثانية، فتوثق أحداث مصر بين العامين 2008 و2011 بحثاً عن الأسباب التي أدت إلى الثورة.
ومن مجموعة الأشخاص الذين يدخنون "الأرجيلة" بين الحطام في غلاف "يلا باي" وشوارع مصر المزدحمة لمصر في "الخالدية"، يرى عبد العزيز أن عظمة كتب "الكوميكس" تتجسد قدرتها في التعبير بصرياً عن تفاصيل المكان، وتعابير الأشخاص بدقتها، وأزمنة معينة.
وأضاف أن الاهتمام بما كُتب وما رُسم عن العالم العربي سيخلق "حضورًا مرئيًا مغايرًا لهذا العالم في أذهان العرب والعالم، وتوثيقًا للتجارب الهائلة التي تمرّ بها بلادنا في هذا الزمن المتحوّل".
وبالإضافة إلى توفير كتبٍ عالمية ذات قيمة وجودة باللغة العربية، تعمل "نول للكتب" أيضاً على إنتاج أعمال جديدة عربية الصنع 100%، ومن المقرر أن تصدر 8 كتب بين العامين 2019 و2020.