دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- من غلوريا شتاينم التي قادت الحركة النسوية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، إلى مارثا ستيوارت التي صنعت من التلفاز منزلاً لها، حتى أصبحت أحد أهم الشخصيات التلفزيونية في التاريخ، هؤلاء النساء لسن سوى "نقطة" في بحر شخصيات المصورة الفوتوغرافية سوزان وود.
ولكن، لم يكن حتى مؤخراً حين لاحظت المصورة الصحفية الأمريكية وود أنه يُوجد عنصر واحد يتكرّر من خلال أعمالها على مر السنين، وغالباً ما يميّزها عن أعمال الآخرين، وهو أن صورها الأكثر جذباً وإثارة وأيقونية، هي تلك التي تعود لشخصيات نسائية.
وتقول وود في مقابلة هاتفية: "كنت أتصفح أرشيفي، ثم لاحظت فجأة، أني أنتجت أعمالاً نسائية رائعة، لم أكن قد خططت لها أو عملت عليها عن سابق قصد"، مضيفة أنها كانت دائماً تنجذب فقط للشخصيات "فائقة الذكاء والصراحة".
وبعد إدراكها – المتأخر قليلاً – لنوع صورها الفوتوغرافية، تقوم وود اليوم بعرض شخصيات هؤلاء النساء المؤثرات والقويات اللاتي صورتهن في كتاب جديد يحمل اسم "بورتريهات نسائية: 1960 - 2000"، حيث تنضم لصور شتاينم وستيوارت أمثال ديان فون فورستنبرغ، وجين مانسفيلد، ونورا إيفرون.
وتقول وود إن حقبة ستينيات وسبعينيات القرن الماضي "كانت فترة رائعة إذ أن النساء قررن الذهاب للعمل وصنع أشياء مهمة وملحوظة".
وقد بدأت صور وود الظهور في مطبوعات ومجلات رئيسية مثل، مجلة فوغ، ومجلة لايف، ومجلة نيويورك في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، حيث تنوعت مهامها، لتتضمن تصوير المأكولات إلى تصوير قصة غلاف لجون لينون ويوكو أونو.
آنذاك كانت قد اكتسحت وود مهنة سيطر عليها الرجال، ما دفع القيمين عليها في العمل بتعيينها للعمل على مواضيع أقل جدّية بدلاً من الأخبار أو الرياضة مثلاً. ولعل هذه التجربة كانت التي خلقت تعاطفاً وثقة كبيرة بينها وبين شخصياتها النسائية الأهم، ليسمحن لها بدخول حياتهن الخاصة وتوثيقها بأكثر طريقة حقيقية ممكنة.
ولا شك، بأن مجموعة أعمال المصورة التي تبلغ من العمر 86 عاماً، تعتبر اليوم مؤثرة بشكل خاص كونها تتزامن مع عصر حملات "أنا أيضاً"، والتي باتت تسلط الضوء على حوادث التحرش بالنساء في جميع أنحاء العالم.
وتؤكد وود: "ما نحتاجه اليوم هو تواجد النساء في مواقف قوة أكبر. أتساءل كيف يمكننا الوصول إلى ذلك."