دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- دفعها فضولها في سن الـ 21 عاماً إلى التجول في شوارع المغرب برفقة عدسة كاميرتها، إذ بدأت، الشابة المغربية، فاطمة الزهراء سري، بصقل شغفها بالتصوير من خلال التقاط صور لشوارع بلدها.
مرت الأيام وكبُر حب فاطمة للصور الفوتوغرافية، إذ أصبحت بالنسبة إليها "وسيلة للتعبير عن الذات"، واعتبرتها "أشد بلاغة وفصاحة من الكلمات"، ولكن ذلك الحب الذي تحولت طينته إلى شغف لم يعد يكتفي بجرعات من صور للشوارع التي كانت تلتقطها عدسة الكاميرا، لذا سعت الشابة إلى "التفرد في أسلوب خاص" لجعل صورها أكثر ارتباطاً بروحها وهدفها.
وخلال رحلة البحث عن الإلهام، قررت الشابة المغربية أن "تعكس واقعها وواقع العديد من النساء في المجتمعات المحافظة" على حد تعبيرها، مما دفعها إلى سلك طريق أكثر تحدياً وجرأة واحتضان البيئة التي تعيش بها لتصبح هي أيضاً مصدراً لإلهامها.
وبدأت فاطمة بالتقاط الصور "الجريئة" بهدف "تسليط الضوء على وضع المرأة العربية داخل المجتمعات المحافظة" كونها تعتبر أنها "تتقاسم الكثير من التحديات مع سائر النساء العربيات"، على حد تعبيرها.
ولكن صورها التي تخطت بجرأتها "الخطوط الحمراء التي وضعها المجتمع" واجهت العديد من ردود الفعل القاسية والنقد و"السب والقذف" على مواقع التواصل الاجتماعي بتهمة "تعدي الحدود". هذه التحديات لم تقف بوجه عدسة فاطمة، حتى وإن أتت من أقرب الناس إليها، أي أفراد عائلتها الذين حذفوها عن وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن نشرت صورة لامرأة وفوطة صحية.
ولم تكن صور فاطمة تحاكي واقع النساء البيولوجي فقط، بل سلطت الضوء أيضاً على واقعهن الاجتماعي، إذ التقط صورة لامرأة ترتدي الكعب العالي وانعكاس وجهها المنقب، بينما عنونت الصورة بعبارة "صورة وجهان لعملة واحدة".
أما فيما يتعلق بالهدف وراء صورة كهذه، فقد قالت فاطمة لموقع CNN بالعربية بأن غايتها كانت "عدم الفصل بين النساء من خلال تقسيمهن لصنفين"، إذ رأت بأنه ما من امرأة شريفة وأخرى مختلفة، مضيفة: "إن جاز لي وصح قولي فإن جل النساء خلقن بالنصفين معاً ومع انحيازهن (لأحد الطرفين)"، يقمعن النصف الآخر.
تكمل فاطمة مشوارها الفني اليوم برفقة عدسة كاميرتها، بينما يراودها شعور الحماس والشغف في كل لحظة تضغط فيها على زر الكاميرا وتلتقط قطعتها الفنية الجديدة. وبالرغم من أن وظيفة الفن بالنسبة لفاطمة تتمثل بإيصال فكرة معينة ونشرها" إلا أنها تعتبره أيضاً "طوق نجاتها" من الواقع، إذ تتمسك به كي تبقى على قيد الحياة.