دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- صدم الفنان نورمان روكويل في العام 1964، الملايين بلوحة "المشكلة التي نعيش معها" التي جسدت العنصرية في عصر الحقوق المدنية. وتبيّن لوحته فتاة سوداء عمرها 6 أعوام تدخل مدرسة للأشخاص من ذوي البشرة البيضاء، بصحبة ضباط، مع تزيين الطماطم المرمية والألفاظ العنصرية الجدار خلفها. وفي العام 2015، تقوم الفنانة ماغي مينيرز بإعادة تخيّل لوحته واستكشاف محنة أخرى هي سياسات عدم التسامح تجاه المهاجرين في الولايات المتحدة.
وفي صورتها التي تتخذ عنوان "Dream Act"، تتوسط طفلة حصلت على حماية مؤقتة في ظل برنامج الإجراء المؤجل للقادمين في مرحلة الطفولة (DACA)، مجموعة من المهاجرين غير الشرعيين. وقامت الفنانة بإرشاد الممثلين ليجسدوا مشهد فتاة صغيرة مهاجرة تقف بمفردها، وهي محاطة بمجموعة من حرس الحدود.
ورغم أن مينيرز التقطت الصورة قبل 3 أعوام، إلا أنها أصبحت ذات صلة مجدداً بسبب سياسات عدم التسامح التي وضعتها الإدارة الأمريكية الحالية، والتي تؤدي إلى فصل الأطفال المهاجرين عن ذويهم على الحدود الأمريكية.
ولم يكن "Dream Act" أول عمل مستوحى لها من روكويل، فلطالما كانت الفنانة معجبة بالطريقة التي جسد فيها الرسام الحياة الأمريكية في القرن الـ20، من خلال لوحاتٍ أدهشت وصدمت ملايين الأشخاص في الوقت ذاته، آنذاك بسبب قدرتها على تفسير حقبة بأكملها.
وبعد زيارة مينيرز لمتحف نورمان روكويل في عام 2010، أصبحت تتساءل عما كانت ستبدو عليه في حال صنعت اليوم، وشكل ذلك حجر الأساس لسلسلة صورها "Revisiting Rockwell".
وتشكل لوحة "التحرر من الحاجة" (1941-1943) إحدى أشهر أعمال روكويل، وهي تبين عشاء مثالي في عيد الشكر. وأثناء دراستها للوحة، تساءلت مينيرز: "من يستطيع أن يقرر ما هي العائلة المثالية؟"
وتزامن ذلك مع الفترة التي ألغت فيها كاليفورنيا الحظر على زواج المثليين المثير للجدل. وبعث قرار المحكمة أملاً لدى الفنانة، بأن التعريفات الضيقة لمعنى العائلة بدأت تتوسع، إذ سلطت الضوء على هذا التحول من خلال لوحة "التحرر من الحاجة" (2012-2017).
ويُعد عملها، "Skin Deep"، نسخة حديثة من لوحة "The Tattoo Artist" لروكويل. وبينما تبين لوحته بحاراً يقوم بوشم أسماء 6 من عاشقاته السابقات على ذراعه، استبدلت مينيرز الشخصية الذكورية بامرأة، لتؤكد على أن المرأة يمكنها الحصول على وشوم والتباهي بعشاقها السابقين أيضاً.
وفي لوحة "التحرر من الخوف"، تستبدل مينيرز عائلة تتمتع ببشرة بيضاء اللون خلال الحرب العالمية الثانية، بلوحة قديمة لروكويل فيها عائلة تتمتع ببشرة سوداء اللون.
وتبين الفنانة الأم وهي تنظر إلى صغارها بقلق وهي تحمل جريدة عنوانها الرئيسي هو: "إطلاق النار على شاب أسود آخر"، وذلك إشارةً إلى عنف الشرطة والعنصرية.