دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عند تكلفته بمهمة تصميم مدرسة للموسيقى في طوكيو، جلس المعماري توموهيكو ياماناشي، مع المدرسين والطلبة لتحديد ما يرغبون به ليكتشف أن أولوياتهم، مثل دخول ضوء الشمس، والتهوية الطبيعية، والمساحات المفتوحة لعزف الموسيقى، كانت تتناقض بشدة مع طريقة تصميم غالبية المؤسسات الموسيقية.
وشبه المعماري ياماناشي أجواء تلك المباني الموسيقية بأنها "شبيهةً بالسجن"، ويعود ذلك إلى وضع الكثير من "المهندسين المعماريين لممر مركزي في المبنى، وتقسيم الجانبين إلى حجرات تدريس بالحجم ذاته"، وفقاً لما قاله خلال مقابلة هاتفية.
ولذلك، قرر ياماناشي، الذي يعمل في شركة الهندسة المعمارية اليابانية "نيكين سيكي"، أن يتحدى التوقعات بأكملها حول ما ينبغي أن تكون عليه مدرسة للموسيقى.
ويخفف من التصميم الخارجي الشبيه بالصندوق مساحات المدرسة المغطاة بجدران زجاجية، واستخدام الخشب بكثرة. وبدلاً من الترتيب الخطي والمنعزل المعتاد للغرف، اختار المهندس ما يسميه تخطيطاً "مسامياً"، حيث أنه يسمح للصوت، والضوء، والأشخاص بالتدفق بحرية في جميع الأنحاء.
ويبدو أن نهجه غير التقليدي كان مبرراً، حيث تم اختيار مدرسة "توهو جاكون" للموسيقى الشهر الماضي ضمن 4 منافسين نهائيين لجائزة "RIBA" الدولية التي تكرم أفضل المباني في العالم كل عامين.
وبخلاف الهندسة التقليدية التي تركز على صنع غرف عازلة للصوت، ما يؤدي إلى وجود جدران سميكة تضحي بالضوء الطبيعي، يعتقد ياماناشي أن صوت الموسيقى ليس أمراً مقبولاً فحسب، بل مرغوباً أيضاً.
ورغم أن تسرب الصوت من غرفة إلى غرفة يشكل مشكلة كبيرة، إلا أن تسربه إلى الممر هو "في الحقيقة أمرٌ ضروري جداً لخلق الجو المناسب".
ولذلك، لعبت الهندسة الصوتية دوراً مهماً، حيث تم تجهيز المدرسة، التي تبلغ مساحتها 62 ألف قدم مربع، بألواح سقف وأغطية خشبية تمنع صدى "الرفرفة"، والتي تحدث عندما ترتد الضوضاء بين سطحين عاكسين.
وقام ياماناشي أيضاً بتعديل حجم كل غرفة تدريب لتلائم حاجات كل آلة موسيقية، فتتضمن المدرسة مثلاً غرف كبيرة للطبول، وأخرى أصغر حجماً وأكثر حميمية من أجل الكمان.
ومن الفوائد التي تمنحها الجدران الزجاجية في المدرسة هي الشفافية ورؤية الطلبة لبعضهم البعض وهم يتدربون، فقال: "عندما تعزف في أوركسترا، يعد الاتصال البصري بين الموسيقيين أهم شيء. ولكن إن كنت في مكان شبيه بالسجن، فلا يوجد اتصال بين العازفين".
وبدلاً من أسطح الخرسانة المتجانسة، يتميز الهيكل الخارجي للمبنى بمربعات ومستطيلات متشابكة ذات أحجام مختلفة. ويعكس ذلك بنية حي "تشوفو" الذي تتواجد فيه المدرسة.