دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- وجوه متعرجة، وعيون كبيرة..ماذا تتوقع سيكون شعورك إذا دخلت إلى أحد مقاهي السعودية، ورأيت هذه الرسومات على طاولتك؟ ستشعر بالسعادة حتماً، خاصة إذا علمت أنها تُركت كهدية من شخص مجهول لك بالتحديد.
وهذا ما تفعله الفنانة السعودية، فاطمة الداود، في كل مرة تزور بها أحد مقاهي البلاد. إذ تجلس على طاولتها، وتُباشر في تحضير لوحتها، التي ستتركها على الطاولة للشخص التالي.
وعادة، ما كانت الفنانة السعودية تذهب إلى المقاهي للقراءة، أو العمل، أو حتى الرسم. وفي أحد الأيام، اقترحت عليها شقيقتها أن تترك لوحتها التي كانت ترسمها، كهدية لأشخاص آخرين.
وشعرت الداود بالحماسة لهذه الفكرة، ولم تتردد في تطبيقها. وبعد 7 ساعات من ترك لوحتها الأولى، تلقت الفنانة السعودية رسالة عبر موقع "انستغرام" من شخص غريب، كان يشكرها على هديتها غير المتوقعة، الأمر الذي ضاعف من سعادتها.
ومنذ ذلك الوقت، لم تتوقف الداود عن رسم اللوحات وتقديمها كهدية للغرباء، إذ تحمل معها رسالة مكتوباً عليها: "This gift is for the next person sitting here"، أي "هذه الهدية للشخص الذي سيجلس هنا".
وأوضحت الداود أن العطاء هو بمثابة وسيلة للشعور بالرضا، ومشاركة لوحاتها مع الآخرين، يجعلها تشعر بالامتنان، معتقدةً بأن هذه الأعمال الصغيرة سيكون لها تأثير إيجابي علينا جميعاً.
وتهدف الداود إلى ترك تأثير إيجابي في الأشخاص، حتى إذا كانوا صغاراً في السن، بالإضافة إلى نشر ثقافة الفن في جميع أنحاء البلاد، وتقديره بكل أنواعه.
وتغلب على لوحات الداود أشكالاً كرتونية مختلفة لوجوه أشخاص خياليين، وعلّقت الفنانة السعودية أن الوجه الإنساني هو مركز العواطف، وذلك كونه يعكس مشاعرنا وأفكارنا المعقدة. وبالنسبة إلى ردة فعل الأشخاص، فهناك من يعتبر هذه الرسومات مثيرة للاهتمام، وهناك من يعتقد بأنها غريبة.
وتراود الفنانة السعودية مشاعر مختلطة عند ترك لوحتها للغرباء، إذ تشعر بالحماسة والإثارة، كون جزءٍ منها يغادرها إلى مكان مجهول. وفي بعض الأحيان، تنزعج من فكرة أن لوحاتها قد يكون مصيرها في سلة المهملات.