دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في كل دقيقة.. تُحمل حوالي 50 ألف صورة على موقع "انستغرام"، الأمر الذي جعل مصور الأزياء، فلوريان جوهان، يشعر بالحيرة فيما سيقدمه من جديد.
وفي رحلته إلى مدينة ساو باولو، وثّق مصور الأزياء مجتمع المتحولين جنسياً، وذلك لإقامة معرض يحمل اسم "Y’all better quiet down"، مع مساعدته المصممة، جان بول باولا.
وقال جوهان"بدلاً من تصوير فتاة جميلة وهي ترتدي فستاناً، أدركت أنني أقدم لهذه المجموعة منصة لن تتمكن من امتلاكها، وهذا مهم".
ومن خلال حساب المصور على موقع "انستغرام"، تجد أنه يتميز بلغة فريدة وفكر قوي يتحدى الرؤية النمطية للهوية الذكورية، إذ أوضح: "أبدأ دوماً بسؤال نفسي.. لماذا أوثق هذه الصورة؟ أنا بحاجة للعثور على سبب".
ويبقى السؤال، هل تُقيد متطلبات التصوير الفوتوغرافي للأزياء من حرية المصورين؟ أجاب جوهان بالنفي: "لا، فالموضة منفتحة جداً، أكثر بكثير مقارنة بالوثائقي".
وأشار جوهان إلى المصور الفوتوغرافي، بيتر ليندبيرغ، الذي أعاد تعريف كيفية ظهور النساء في الصور، دون وضع مساحيق تجميل على وجوههن. وأوضح جوهان: "لم أكن أعلم أن هذا يأتي من ضمن مجال تصوير الأزياء الفوتوغرافي، حتى رأيت صوره وأعماله".
وعلم يوهان أنه يريد العمل في قطاع الأزياء منذ سن الخامسة، فقال: "كان من الصعب أن أتأقلم في مجتمع محافظ للغاية، كوني نشأت مثلي الجنس".
وبدوره، تعرف على التصوير الفوتوغرافي حينما كان ينتج بطاقات هوية مزورة لأصدقائه، وبالتالي لاحظ جوهان أن بإمكانه التحكم بوجوه الأشخاص من خلال برنامج "فوتوشوب"، وتحسين ملامحهم، الأمر الذي جعله يدرك أن الصورة هي أكثر من مجرد تمثيل، بل يمكنك ابتكارها".
ويُشار إلى أن جوهان درس الفن السمعي البصري في أمستردام، وهذا سنح له فرصة لدفع الحدود الجمالية، مع الاحتفاظ برسالة اجتماعية قوية، إذ قال "بالتأكيد.. لست خائفاً من خلق التوتر".
وتذكر جوهان تصويره المفضل لموقع "Dazed Beauty"، والذي يظهر فيه عارض أزياء أسود اللون، يضع شعراً مستعاراً، ويرتدي فستاناً أخضر اللون، زيّن قماشه عضلاته المنتفخة. وأوضح جوهان: "لقد كان عظيماً"، فعارض الأزياء "لم يكن خائفاً من جانبه الأنثوي، ولا يشعر غالبية الرجال بالراحة في القيام بذلك."
ولكن، لا يزال جوهان محبطاً لعدم وجود تنوع في القطاع، متسائلاً "أين عارضي أزياء الـ"بلاس سايز" ومثليي الجنس؟". ويحلم أن تكون هناك صور كافية لهؤلاء الأشخاص في يوم من الأيام.