دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بين الأزقة الضيقة والشوارع العاجقة.. جذبته أحد الأحياء المصرية، التي قد تكون فقيرة اقتصادياً، ولكنها ثرية تاريخياً. وبدوره، قرر المصور البريطاني، كريستوفر ويلتون-ستير، أن يأخذ الأشخاص برحلة بصرية تروي قصصاً قلَّ سردها عن حي درب الأحمر، بالقاهرة.
وزار المصور ويلتون-ستير، مصر لأول مرة في العام 2016، إذ دُعي حينها لرؤية بعض أعمال ترميم المساجد والمناطق الأثرية، التي نفذتها شبكة الآغا خان للتنمية.
ووقع ويلتون-ستير في حب هذا الحي فور مشاهدته للإنتاج الإبداعي والطاقة الإيجابية التي تميز شوارعه، خاصة عند رؤيته للمنتجات التي لا تزال تُصنع يدوياً إلى يومنا هذا، الأمر الذي دفعه للتساؤل عن سبب وجود هذا العدد الكبير من الحرفيين العاملين، وقصص الحرف التي يعملون عليها.
وظلت هذه الأسئلة تراود ذهن ويلتون-ستير، مما دفعه إلى العودة لمصر مرة أخرى في العام الذي يليه، وتوثيق جميع هذه الحرف في مشروع فوتوغرافي اسمه "حرفي الدرب الأحمر".
وتعلم ويلتون-ستير أن هذه الأعمال لا تُعيدنا إلى آلاف السنين فحسب، وإنما تُمرر أيضاً للأجيال القادمة. وقال: "قد سحرني ذلك.. فهذه الحرف تسمح لنا إلى حد ما، أن ننظر إلى التاريخ. وهذا شيء ثمين ونادر للغاية".
ولاحظ المصور البريطاني أن مستقبل هذه الحرف يتعرض للتهديد، بسبب عدم الاستقرار السياسي، وتراجع السياحة، وارتفاع تكاليف المواد الخام. لذا، قرر بدوره تسليط الضوء عليها، هادفاً إلى أن تروي صوره الفوتوغرافية قصصاً، وتعرض جانباً لا نجده على الوسائل الإعلامية عادة.
ورغم أن بعض الأشخاص يصفون حي درب الأحمر بأنه فقير اقتصادياً، إلا أنه في الواقع أكثر ثراءً من معظم المناطق الأخرى.
وتتنوع القطع التي يُنتجها الحرفيين اليدويين، فمنها الفوانيس النحاسية، والمنسوجات الملونة، والأواني الزجاجية، والخيام، والمجوهرات، بالإضافة إلى السجاد الحريري.
ولطالما اهتم المصور البريطاني بالتاريخ، وتنوع الثقافات، وأساليب الحياة، معتقداً أنها تحمل قيمة كبيرة وحكمة ينبغي على جميع الأشخاص تعلمها، وذلك قبل أن تتآكل وتحل الحداثة مكانها.
وأثناء تواجده في حي الأحمر بالتحديد، تفاجأ ويلتون-ستير بكرم هؤلاء الأشخاص، فهناك من أصر على إعطائه البطاطا الحلوة رغم حاجز اللغة، وهناك من أكرمه بتناول العيش البلدي وشرب الشاي.
وتُعرض هذه الصور اليوم في دار "فيلنثروبي" في بروكسل، بلجيكا حتى 4 فبراير/ شباط. ويُشار، إلى أن مشروعه الفوتوغرافي قد عُرض أيضاً في الجمعية الملكية بلندن، في مارس/ آذار، من هذا العام.