دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN) -- بسبب كون التصوير الفوتوغرافي من التكنولوجيا الحديثة خلال تسعينات القرن الـ19، تعدى التقاط ويليام غولدمان صور هؤلاء "الفتيات العاملات" في بيت دعارة ببنسلفانيا الأهداف التجارية، وفقاً لما كتبته راقصة البورليسك، والعارضة، والكاتبة ديتا فون تيز في مقدمة كتاب " Working Girls: An American Brothel, Circa 1892" لروبرت فلين جونسون.
وفي صوره، يستحضر ويليام غولدمان تارةً روح العراة في لوحات ديغاس، بينما يبين في أحيانٍ أخرى أن الجمال موجود في أكثر اللحظات دنيوية.
ومن بين عارضات غولدمان اللواتي تموضعن أمامه، انجذبت الراقصة ديتا فون تيز إلى الجوارب المخططة وحمالات الصدر الجريئة التي كن يرتدينها.
ومع أن هؤلاء النساء من ريدينغ في بنسلفانيا لم يكن بقدر ثراء عشيقة لويس الـ15 من فرنسا، مدام دو باري، أو بقدر شهرة الممثلة ماي ويست التي عُرفت بسبب صراحتها في الحديث عن الجنسانية، إلا أنهن "أردن الشعور بمستوى أكبر من الروعة والأناقة خلال ارتدائهن ملابس داخلية جريئة"، وفقاً لما قالته فون تيز.
وترى الراقصة أن شعور المرء بأنه مميز هو أمر "أساسي" للحالة البشرية. كما أنها تؤكد أن من شأن تجارب قليلة فقط أن توفر الإحساس بالتميز ذاته الذي يجلبه طلب فنان توثيق مظهر المرء وجماله.
وتحت الظروف المناسبة، ترى فون تيز أن كون كون المرء محلاً للإعجاب والرغبة ليست مجاملةً فحسب، بل يمكن أن توفر هذه التجربة للأشخاص دفعةً من الثقة والإحساس بالقوة، إضافةً إلى التحرر سواءً كان "دائماً أو مؤقتاً"، وفقاً لما كتبته.
وبالنسبة إلى هؤلاء الفتيات اللواتي كن يعملن بجهد في المصانع أو كخادمات، لم تكن فرصة التقاط صورهن من قبل غولدمان تجربة مشوقة فحسب، فتعتقد فون تيز أنهن اعتبروها تجربة تعمل على تمكينهن أيضاً.
ومن خلال أبحاث أمين المعرض، روبرت فلين جونسون، حول هذه المجموعة المفقودة، يتبين أن غولدمان حرص على إبقاء مجموعته الثمينة من الصور كمجموعة شخصية فقط.
وكمصور حفلات زفاف ومناسبات اجتماعية ناجح، ترى فون تيز أن "من المؤكد أنه لم يكن من مصلحته أن يعرف الملأ عن نشاطاته الإبداعية الخاصة".
وتعتقد فون تيز أن بعد مرور أكثر من قرن من الزمن، تبين هذه الصور الفوتوغرافية المفقودة "المشكلة الاجتماعية" لحقبة معينة، إضافةً إلى كونها تبين "الإلهام الثقافي" لحقبة أخرى.