دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- من أشخاص يستمرون في العيش بين الدمار الذي خلفته الحروب والنزاعات إلى أطفال الأهوار الذين ليس لديهم ما يفعلونه سوى ركوب القوارب ورعاية الجواميس. يقوم المصور الصحفي معن حبيب من خلال مشروعه، "عين على العراق"، برصد الحياة الواقعية الذي يصادفها في وطنه من خلال عينيه، مؤكداً بذلك أنه "رغم المشاكل، هناك حياة".
وعشق معن حبيب التصوير منذ أن كان في الـ14 عاماً من عمره، ولذلك قرر أن يختص في التصوير الوثائقي والصحفي في معهد نيويورك للتصوير بهدف الجمع بين مهنته وهوايته الشخصية.
وبعد دخوله عالم التصوير الوثائقي والصحفي، قرر حبيب أن يوثق بلده الأم العراق بسبب كونها "بيئة خصبة للكثير من القصص والمواضيع. وهو بلد متعدد الثقافات والأديان والأعراق"، وفقاً لما قاله في مقابلةٍ مع موقع CNN بالعربية.
وخلال مشروعه الذي بدأه منذ عامين، "عين على العراق"، تبيّن صوره رؤيته الشخصية لـ"واقعٍ حقيقي يسوده الاضطراب والأمل في الوقت ذاته".
وقسم حبيب المشروع إلى مراحل مختلفة بسبب كون البلاد تحت ظروف حرجة منعته من الوصول إلى العديد من المناطق. وتتضمن هذه المراحل بغداد، والأهوار العراقية، وقرية برنون.
وبسبب معاناة العاصمة العراقية من العديد من الحروب والتفجيرات، أصبح لدى كل شخص في بغداد قصةً تعكس "الرغبة في البقاء".
ومن هؤلاء الأشخاص الأرملة الخمسينية خضراء عبدالله التي فقدت زوجها في ظل أحداث العنف الطائفي في عام 2006. ورغم تعرضها لحادث لدى دخول القوات الأمريكية في عام 2003 أسفر عن فقدانها للبصر في عينها اليمنى واستبدال عينها بعين بلاستيكية، تكسب العراقية قوتها من جمع الأعشاب والقمامة.
وفي زاوية أخرى، يبيّن حبيب مشهد الطفولة من خلال التقاطه مجموعة من الفتيان وهم يلعبون بكرات زجاجية يلقبونها بـ"الدعبول". وقال حبيب: "أردت إيصال رسالة تقول إن الحياة لا تزال مستمرة رغم الألم والمعاناة".
والتقط العراقي أيضاً صوراً لسكان الأهوار العراقية الذين يغمرهم الشعور بعدم اليقين من المستقبل. وذلك بسبب جفاف موطنهم الناجم عن الاحتباس الحراري، وتأثر تدفق المياه بفعل السدود التي بنتها إيران وتركيا على نهري دجلة والفرات، إضافةً إلى التلوث الذي قد يؤثر على السكان، والحيوانات، والغطاء النباتي في المنطقة.
وتبين لقطاته أيضاً لحظات عفوية لأطفال الأهوار الذين ليس لديهم ما يقومون به سوى ركوب القوارب ورعاية الجواميس بسبب افتقار منطقتهم إلى المدارس.
ومن إحدى الحالات التي علقت في ذهن حبيب خلال قضاء وقته في العراق هي مجموعة من التجمعات السكنية بالقرب من حقل الأحدب النفطي، على بعد 190 كيلومتراً من جنوب بغداد، والتي تعاني من تسرب النفط والغازات السامة. وتسببت تلك التسربات بالعديد من الأمراض بين السكان المحليين، إضافةً إلى المواليد الجدد الذين يصابون بـ"تشوهات جينية أو أمراض رئوية مسرطنة"، وفقاً للمصور.
وأتاح هذا المشروع اكتشاف المصور العراقي لأماكن لم يزرها قط في بلده الأم. وفي المستقبل، يرغب حبيب بزيارة العراق مجدداً، وهو يبحث حالياً عن الدعم من المنظمات المعنية بحقوق الإنسان لإكمال مشاريعه.