دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عادة ما يتم تسليط الضوء على ما يرتديه المسؤولون المنتخبون وعائلاتهم بمقتضى كونهم تحت نطاق الحيز العام. ولأنها لا تتحدث إلا نادراً، فإن اختيارات الأزياء للسيدة الأولى ميلانيا ترامب للأزياء هي واحدة من الطرق التي تمكن الأمريكيون والعالم من فهمها.
ومن سترتها الخضراء التي كتب عليها عبارة "أنا حقاً لا أبالي، وأنت؟" أثناء زيارتها لأطفال المهاجرين المنفصلين عن والديهم، إلى الخوذة البيضاء التي أصبحت رمزاً للاستعمار الأوروبي التي ارتدتها أثناء جولتها في كينيا، تعد تلك القطع اختيارات غير مناسبة ارتدتها ترامب على المسرح العالمي.
مع أن المتحدثين باسم ترامب فضلوا لو انتقل الاهتمام الموجه لما ترتديه إلى المبادرات التي تقودها، مثل حملة "كن أفضل"، لم تكن ترامب السيدة الأولى الوحيدة التي تعاملت مع أهمية الصورة الخارجية التي تبينه للملأ.
وفي حديثها عن تجربتها الشخصية خلال قمة في تنزانيا بعام 2013، قالت ميشيل أوباما إنه في حين يقوم الأشخاص بالتركيز على مظاهرهن الخارجية من أحذية وتسريحات شعر، يبدأ الأشخاص بالنظر إلى الأشياء الأهم عندما "نقف أمام الأشياء المهمة التي يجب أن يراها العالم".
ومنذ أن تولى زوجها منصبه، تغير أسلوب السيدة الأولى بشكل ملحوظ، رغم قولها إنها ترتدي ما تشاء.
وبدلاً من التنانير القصيرة التي كانت تفضلها، أصبحت منحنيات جسد السيدة الأولى مغطاة تحت طبقات من الملابس من علامات تجارية كـ "رالف لورين" و" دولتشي أند غابانا".
ومن الجدير بالذكر أن هذا التحول تحقق بدون مساعدة من خبراء الموضة، حيث أعلنت المصممة صوفي ثياليت أنها لن تقوم باختيار أزياء ميلانيا ترامب بعد أن تم انتخاب دونالد ترامب في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2016. وسرعان ما تتبع المصممون توم فورد ومارك جاكوبس خطاها.
وبعد مرور عامين، لا يزال المصممون يقللون من قيمة ارتباطها بعلاماتهم التجارية، إذ يوضح فريق "رالف لورين" التي تتزين السيدة الأولى بتصاميمهم في الكثير من الأحيان، أنها تتسوق بدون أي تدخل منهم.
ومن السهل معرفة السبب، حيث تعرض كلا من ستيفانو غابانا ودومينيكو دولتشي من علامة "دولتشي أند غابانا" إلى الانتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لدى نشرهم لصور ترامب عبر موقع "إنستغرام".
ولكن يبدو أن ترامب تقدر دعمهم، حيث أنها ارتدت فستانا أسود اللون من الدانتيل في عيد الشكر أثناء مواجهة العلامة التجارية العديد من الانتقادات بسبب إعلاناتهم التي اعتبرت عنصرية تجاه الشعب الصيني.
ولم يكن افتقار ترامب للدعم من قطاع الأزياء سيبدو بهذه الأهمية لو لم تكن ميشيل أوباما هي التي سبقتها في شغل منصب السيدة الأولى، حيث كانت اختياراتها جريئة ومليئة بالإثارة. وكان بمقدور اختياراتها إطلاق مهن مصممي الأزياء الشباب.
ولذلك، مُنحت أوباما في عام 2009 جائزة مجلس الإدارة الخاصة بمصممي الأزياء في أمريكا لتكريم جهودها في الترويج للمصممين الأقل شهرة ومن خلفيات متنوعة.
وعند المقارنة بينهما، تتكون خزانة السيدة الأولى الحالية من قطع باهظة الثمن من بينهم ملابس من تصميم كريستيان ديور وكالفين كلاين، ولكنها تفتقر إلى التحدي ووجهة النظر.
ولكن في الوقت ذاته، لا يمكن إنكار أن انتقال ترامب إلى منصب السيدة الأولى كان مفاجئاً بالمقارنة مع الزوجات السياسيات الأخريات اللاتي تمتعن بعقود من الزمن للاعتياد على أدوارهن.
ولكن كما أظهرت أوباما، يمكن للمرء استخدام الملابس كأداة للدفاع عن القضايا والقيم.