دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- منعزلة، ووحيدة، ومقفرة.. قد تميل إلى وصف أماكن السكن في الصحراء بهذه الكلمات. ومع ذلك، يعيش أكثر من مليار شخص، أي سُبع سكان العالم، في مناطق صحراوية، فما الذي تغير في مفهوم العيش في الصحراء؟
ورغم أن العمارة الصحراوية التقليدية تُوجد منذ آلاف الأعوام، إلا أنها تغيرت في القرن الـ20 بفضل مكيف الهواء، واستخدام مواد جديدة مثل الزجاج المطلي.
وساعدت هذه الابتكارات التكنولوجية في جعل المناطق القاحلة قابلة للسكن بشكل أكبر، إضافةً إلى تقديمها لصنف جديد من المباني لتجربتها، وفقاً لمؤلفة الكتاب الجديد إيزابيلا آنا مورين، والذي يحمل عنوان "العيش في الصحراء" (Living in the Desert).
وتقول المؤلفة في مقدمة كتابها إن "الظروف القاسية في الصحراء تبدو وكأنها تحفز البشر للاستكشاف، والتحدي، والحرية"، موضحة أن "الإحساس الكبير بالفراغ والأفق اللانهائي يحفز الشعور بالاحتمالية بشكل متناقض".
ويسلط كتاب مورين الضوء على 50 منزلاً تتفاعل تصاميم كل واحدة منها بطرق مختلفة مع التحديات الفريدة للحياة الصحراوية.
وتبين المباني الفريدة الذي يتضمنها الكتاب، مثل المنزل الموجود في مدينة أغاديس الصحراوية في النيجر، مثالاً على كيفية استغلال المهندسين للمواد الصحراوية.
وبُني هيكل المنزل، الذي يُعرف بـ"منزل لمشاهدة غروب الشمس" (House to Watch the Sunset)، من القش، والطوب المصنوع محلياً من الطين. وتقدم سلالمه الخارجية مظهراً شبيهاً بالهرم.
وفي صفحة أخرى من الكتاب، تتحدى بيئة الواحات المناخ الجاف باستخدام النباتات، وأنظمة الري، والمسابح.
وبُني "منزل الصحراء" (The Desert House)، في أليس سبرينغز بأستراليا، بشكل استراتيجي في طبقات من الصخور الصلبة لتبريد المبنى في الصيف، وتدفئته خلال الشتاء.
ومع تواجد الكثير من المباني في الصحاري رغم الظروف القاسية فيها، إلا أن بعضها تحتضن بيئاتها الفريدة بشكل فعال.
ورغم أن الصحاري تُعرف بالقحط، إلا أن مورين ترى وجود "قوى تمنح الحياة في الصحراء وبوفرة مطلقة".
ومن إحدى هذه القوى الضوء. ويُعد الضوء عنصراً حاسماً في مباني مثل "منزل البدو الصحراوي" (Desert Nomad House) في مدينة توسكون بأريزونا.
ويوفر هذا المنزل، الذي صُمم من قبل "Rick Joy Architects"، إطلالات رائعة من جميع الاتجاهات من وقت شروق الشمس إلى غروبها، بما في ذلك مناظر لجبال توسكون المجاورة.