دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- إذا سُئلت أن تتخيل صور الرؤساء السابقين للولايات المتحدة، فمن سيخطر على بالك أولاً؟ قد تتخيل الرئيس الأمريكي الأسبق جون ف. كينيدي وهو يلاعب أولاده في الجناح الغربي للبيت الأبيض، أو ربما تتذكر الرئيس الأمريكي الأفريقي، باراك أوباما وهو ينحني أمام طفل، يبلغ من العمر 5 سنوات، ليثبت لهذا الطفل أن شعره يشبه شعر الرئيس.
وقبل رئاسة كينيدي في العام 1961، لم يكن دور المصور الفوتوغرافي متاحاً في البيت الأبيض. فبدلاً من ذلك، كان العديد من المصورين العسكريين يوثقون حفلات العشاء الرسمية والزيارات الخارجية.
وفي كتاب "مصورو البيت الأبيض وكيف صنعوا التاريخ"، أوضح الصحفي كينيث والش، أن الرئيس كينيدي قد فهم "أهمية الصورة"، مستعيناً بالمصور سيسيل ستوتون، لتأدية هذه المهمة.
وبدوره، استطاع ستوتون أن يقدم نبذة للناس عن الحياة الرئاسية الأمريكية. ولكن، فرض كينيدي بعض القيود للحفاظ على مكانته بين الناس. فعلى سبيل المثال، كان التصوير محظوراً لدى دخول الرئيس إلى بركة السباحة، حتى يغمر جسده كاملاً بالماء.
ووثق ستوتون أحد أهم الأحداث التي مرت في تاريخ أمريكا، فبعد ساعات قليلة من اغتيال كينيدي، تولى نائبه ليندون جونسون الرئاسة، لتُظهر الصور الانتقال السلمي للسلطة، والذي نُفذ بسرعة في لحظة مأساوية.
وإذا كنت تتساءل عن المصور الفوتوغرافي لأوباما، فوثق الصحفي بيت سوزا، مراحل صعوده من عضو في مجلس الشيوخ عام 2005، إلى الرئاسة في عام 2009. وبدوره، وصف أوباما بكونه "شخص يفهم قيمة السجل التاريخي المرئي لإدارته". وأوضح سوزا أنه رأى نفسه كمصور يحاول خلق أرشيف من الصور ليُسجلها التاريخ، فلم يهمه شيء سوى أنه يخدم المستقبل.
واليوم، يحافظ الأرشيف الوطني على حوالي مليوني صورة كان قد التقطها سوزا خلال سنوات عمل أوباما كرئيس للولايات المتحدة، وذلك إلى جانب أعمال المصورين الرسميين السابقين للبيت الأبيض. ويُشار، إلى أن إدارة أوباما كانت أول من استخدمت منصات التواصل الاجتماعي، مثل "فليكر" و"انستغرام"، لنشر صوره باستمرار. وبالمقارنة مع إدارة أوباما، فإن فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يُصدر عدداً أقل من الصور. وحين سُئلت المصورة شيلة كريغهيد، عن مدى قُربها من ترامب، قالت إن "هناك مستوى من الثقة التي يجب أن نتبادلها مع بعضنا البعض. ومع الوقت، يكشف ذلك مستوى الراحة وإمكانية الوصول".ويُشار إلى أن الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون هو الرئيس الوحيد الذي لم يوظف مصوراً رسمياً في البيت الأبيض، مما أدى إلى فقدان الناس فرصة التعرف إلى زعيمهم بشكل أفضل.