دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يقف عمر وسط غرفة تجتاحها الإنارة الحمراء ويطغى عليها الصمت. يقوم الشاب بتحميض بعض الأفلام التي استخرجها في اليوم السابق من آلة تصويره الخاصة، ومن ثم يغَطس الصور بسائل، وينشرها مجدداً كمن ينشر غسيله على شرفة منزله.
وفي تلك الغرفة المظلمة وبين أشرطة الأفلام المترامية والمبعثرة، اكتشف عمر رضا عشقه الكبير لمهنة التصوير الفوتوغرافي، مما دفعه إلى تكريس شغفه لغرض "أخذ المتفرج إلى حيث لا يستطيع التواجد جسدياً ولفت نظره لحضارات وعادات جديدة".
وعمل المصور اللبناني على عدد متنوع من الصور، التي تحمل بين ألوانها وزواياها رسائل مختلفة للمتفرج، مثلما كانت الحال عندما التقط صوراً غريبة، لأشخاص بأنوف مشوهة وأطباق الشفاه لتدوين أغرب التقاليد في الحضارات المختلفة.
ولكن، تلك المرة لم تكن الوحيدة التي خرج فيها المصور اللبناني، البالغ من العمر 34 عاماً، عن المألوف، بل قرر في عدد من صوره تغيير مجرى مقولة "العين هي مرآة الروح" وجعل كف اليد مرآة لتفاصيل حياة الأشخاص، فهو يؤمن بأن "اليدين تحملان معنى أعمق كونها تتأثران بكل ما نلمسه"، كما تابع رضا مشبهاً اليد "بالطبيعة حين ترتطم الأمواج بالصخور".
استمر عمر رضا بصقل موهبته شيئاً فشيئاً حتى لاحظ أن نوعية صوره باتت تتحسن "تدريجياً" مع الوقت، فلم يخف المصور من انتقاد نفسه إذ وجد في تلك الطريقة "وسيلة لإلهام نفسه"، على حد تعبيره، وإشباع شغفه الكبير للسير قدماً في المجال الذي يحبه.
وبدأ المصور اللبناني رحلته في التقاط الصور لكف اليد، لأشخاص "مميزين" من خلال النظر إلى بيئتهم وثقافاتهم".
وتركز عدسة كاميرا المصور اللبناني على الأشخاص أكثر من الأشياء بسبب قدرته على "التواصل مع الأشخاص"، بحسب ما قال لموقع CNN بالعربية، إذ تحاول صوره تجسيد "أحاسيس الناس" والبوح بقصص حتى وإن كانت عن طريق الصور الثابتة.
ويؤدي التركيز على صور الأشخاص وخاصة الصور التي لا تتعلق "بعارضي الأزياء" إلى خلق رابط بين المتفرج ومحور الصورة، إذ يبدأ الأول "بمقارنة تفاصيل حياته بحياة الطرف الآخر الموجود في الصورة وتخيل البيئة التي يعيش فيها".
وقال رضا إن صورته المفضلة تعود لكف ولد من أفراد شعب الماساي المتمركزين في كينيا، فقد وجد في خطوط يد الولد الذي لم يتجاوز عمره 3 سنوات قصة طويلة لحياة "صعبة". وشارك المصور اللبناني صوره مع مهنة صاحب الكف بغرض "إعطاء البعد الآخر للصور وحتى يستطيع الناس تخيل طبيعة حياة الشخص في الصورة والبيئة التي يعيش فيها".