دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عندما تنظر إلى هذه الشابة العمانية، لا تلاحظ أي شيء فيها يخرج عن المألوف، فهي تكتسح بملابس بدوية مطرزة من التراث العُماني. ولكن، ما أن تنظر إلى قدميها، ستلاحظ عنصراً لا يتماشى مع مفهوم الزي العماني التقليدي، فما هو هذا العنصر يا تُرى؟
ويشكل مزيج الأحذية الرياضة والأزياء العمانية التراثية خليطاً غريباً، ولكن يهدف المصور طارق الهاجري إلى تعريف العالم إلى ثقافته العمانية بطريقته الخاصة.
ومنذ صغره، كان الهاجري، مُحاطاً بالصور، وذلك بفضل والده الذي كان مولعاً بالتصوير. ومن هناك، استلهم الشاب، الذي يبلغ من العمر 23 عاماً، ذوقه بالتقاط الصور. ومنذ شرائه لأول كاميرا فيلمية له في عام 2015، أدار الشاب ظهره عن التصوير بالكاميرات الرقمية، وأصبح يعتمد على كاميرته الفيلمية.
وعن المفاهيم التي تجسدها أعماله، قال الهاجري في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "أنا أركز غالباً على تسليط الضوء على الخلفية التي جئت منها، وثقافتي، وعائلتي، ومعتقداتي الخاصة".
وإضافةً إلى ذلك، يحاول المصور الشاب المزج بين الماضي والحاضر. ويتبين ذلك في مختلف مشاريعه، ومنها سلسلة "Westernized Omanis"، أو العماني الغربيّ، الذي يهدف إلى تعريف الثقافة العمانية إلى العالم.
ويُهدي الهاجري هذا المشروع، الذي يُعد أول سلسلة صورها باستخدام الكاميرا الفيلمية، إلى "الشباب في عُمان الذين يحبون الثقافتين العمانية والغربية".
وفي صوره، يضع الهاجري أزياء الثقافات العمانية المتنوعة، مثل البدوية، والزنجبارية، والهندية، بجانب عناصر من العالم الغربي مثل أحذية رياضية من علامات تجارية شهيرة منها "أديداس"، "وبوما".
وعلى سبيل المثال، من بين صوره لقطة لفنانة مقيمة في مسقط تدعى صفا البلوشي. وفي الصورة، ترتدي الفنانة، التي تأتي من عائلة عمانية بلوشية، الملابس البلوشية التقليدية، مع المجوهرات الفضية على رأسها، والبرقع على وجهها، بالإضافة إلى حذاء رياضي من علامة "أديداس"، ما يضفي عليها طابعاً غربياً.
ويشير الهاجري إلى أنه مع اختلاف ثقافات شخصياته في مشروع "Westernized Omanis"، إلا أن "جميع الخصيات عُمانية"، وفقاً لما قاله.
وتحمل سلسلته، "Rejuvenation of Past"، أو تجديد الماضي، الجوهر ذاته، فهي مبنية على ذكريات الهاجري لجيرانه في قريته بولاية صور في عُمان.
وتجسد الأحذية الثقافة الغربية وفقاً للمصور، وخصوصاً أن العمانيين يرتدون الصنادل، بحسب ما قاله. وإضافةً لذلك، قال الهاجري إن "العديد من الأشخاص يعتقدون أن الأحذية كانت "مستوحاة من رجال الأعمال والنساء الذين اعتادوا على السفر إلى الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة".
وكعماني، يرى الهاجري أن العديد من الأشخاص لا يعرفون شيئاً عن وطنه، ولذلك، أراد المصور أن يوصل رسالة هي: "ثقافتنا تتناسب مع أي ثقافة".
وأراد المصور أيضاً من خلال أعماله أن يُرحب بالتغيير في وسط مجتمع وصفه بـ"البطيء بتقبل التغيير". ومع أنه يتفهم وجود الكثير من الشكوك تجاه التغيير، إلا أن المصور يقول إن الأمر "قد يجعلك تخسر شيئاً جيداً وتكسب شيئاً أفضل".