دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بعيداً عن مناظر غروب الشمس والرمال الذهبية التي تفكر بها عندما تسمع كلمة "صحراء"، يقوم المصور الإيطالي، جون ر. بيبر، بالابتعاد عن هذه المظاهر المألوفة وتوثيق صحاري العالم بطريقة مختلفة.
ولطالما أثارت الصحاري اهتمام العديد من المصورين الذين يذهبون إليها لالتقاط صوراً لغروب الشمس وأشكال الغيوم. ورغم جمال هذه الأشياء، فإنها لم تكن ما كان يبحث عنه بيبر، حيث أنه أراد "الذهاب إلى حد أبعد من ذلك"، وفقاً لما قاله في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.
وخلال سفره عبر مختلف صحاري العالم، قال المصور إنه كان يهدف إلى "استخدام الصحراء مثل ما يستخدم الرسام لوحة بيضاء عذراء.. وسعيت إلى اكتشاف الصور التي تم كشفها أمام عيني، والتي كانت مجازية أحياناً، ومجردة في أحيانٍ أخرى".
ويعرض المصور مجموعة الصور التي التقطها على مر الأعوام من مختلف صحاري العالم، ومنها في روسيا، ومصر، وموريتانيا، وعُمان، وحتى الإمارات العربية المتحدة في معرضه، "Inhabited Deserts"، في "غاليري الربع الخالي" بدبي.
ويتبين عشق المصور للصور السوداء والبيضاء من أعماله، حيث أنه بدأ بالتقاط الصور بهذين اللونين فقط منذ أن كان في الـ12 من عمره. وشرح الإيطالي أحد أسباب اختياره قائلاً: "أنا أؤمن أن التقاط الصور بالألوان هي بمثابة إعطاء الإجابات". ويفضل المصور أن يملأ المشاهدون الفراغات باستخدام خيالهم.
وعبر توظيفه لخياله، قام المصور بتحويل عناصر جامدة إلى أشكال حية ونابضة بالحياة. وعلى سبيل المثال، تحول خليط بسيط من الصخور في صحراء سيناء بمصر إلى وجوه، وأسماك، وفيلة.
وفي صحراء نيفادا بالولايات المتحدة، وصحراء موريتانيا الواسعة، تتحول السهول الفارغة والأشجار الميتة إلى انسان يبكي في السماء، أو راقصة معلقة وسط الهواء.
ويتعلق عنوان المعرض، الذي يُترجم إلى "صحاري مأهولة"، بتصورات الغربيين عن الصحاري، حيث أنهم يرون الصحاري كأماكن خالية، ومهجورة، ولا يمكن العيش فيها". ويتلاعب العنوان أيضاً بحقيقة أن الصحاري الخاصة بالفنان هي في الواقع مأهولة، إذ تسكنها رؤيته في الصحراء.
ولم يمض المصور كل رحلاته الصحراوية لوحده، حيث أنه استعان في إحداها مثلاً بمستكشف الصحاري الإيطالي، ماكس كالديران، والذي قابله عن طريق الصدفة أثناء تواجد المصور في القنصلية العامة الإيطالية بدبي. وهي صدفةٌ رحب بها المصور، حيث أنه يتشارك مع المستكشف مختلف الصفات مثل العاطفة، والفضول، وحب الحياة. وأمضى المصور 5 أيام مع المستكشف الإيطالي، عبر خلالها أكثر من 4 آلاف كيلومتر في صحاري عُمان والإمارات.
وفي الصحراء، قضى المصور وقته بين التقاط الصور، وتسلق أكوام الصخور التي يبلغ ارتفاعها 300 متر أو أعلى، والهبوط من كثبان رملية يصل ارتفاعها إلى 500 متر.
ويستمر معرض "Inhabited Deserts"إلى 15 فبراير/شباط من هذا العام.