دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ما السبب وراء هجر بعض المدن الفارغة؟ قد يرتبط الأمر باستنزاف بعض الموارد المعينة مثل النفط والذهب، أو تأثر المنطقة بكوارث طبيعية وحروب، ولكن مهما كان السبب فقد أبهرت هذه المواقع "المهجورة" المصورين والفنانين لسنوات طويلة.
وقد تأثر رسامو عصر النهضة بالآثار الرومانية، بما في ذلك المنتدى الروماني والكولوسيوم. وشعر فنانو القرن التاسع عشر بالهوس بآثار الحضارات المصرية القديمة التي اكتشفتها البعثات الأثرية.
إليكم مجموعة من المصورين الذين التقطوا صوراً لمناطق مهجورة:
نويل كيرنز:
وقال المصور الأمريكي لموقع "سليت" إنه اضطر إلى التعدي على حدود "مناطق الغير" لالتقاط صوره، إذ بدأ بالتقاط الصور لمدارس وكنائس مهجورة منذ عام 2007. وفي أعماله تبدو المباني المهجورة والمتهالكة متوهجة من الداخل، كما تضاء النوافذ الفارغة والمداخل في ظلال اللونين الأحمر والأزرق.
أما فيما إذا كان كيرنز يشعر بالخوف أثناء التصوير، فقد أوضح المصور الأمريكي أنه لا يشعر بالخوف عادة أثناء هذه الرحلات، مضيفاً: "أظن أن ذلك قد يخيب آمال معظم الأشخاص، إلا أنه لا يزعجني بقدر ما قد يظنه البعض".
رومين فيلون:
وكان المصور الفرنسي رومان فييلون مفتوناً بالمساحات المهجورة منذ الطفولة، عندما أمضى فصل الصيف في استكشاف مصنع شاحنات قديم تملكه جدته. أما الآن، فيركز على التقاط جمال هذه المواقع المنسية المتدهورة. إذ قال إن هدفه هو تحفيز الجميع على السفر إلى الماضي لتكوين قصصهم الخاصة.
سيف لوليس:
وفقا للأسطورة المحلية، تم إنشاء مدينة بيتشر، في أوكلاهوما عن طريق الصدفة، ففي عام 1914، أرسلت شركة Picher Lead التابعة لشركة "Joplin" في ولاية ميزوري العمال لتسليم المعدات إلى موقع في أوكلاهوما. لكن شاحنتهم غرقت في الوحل ولتخفيف الملل، قام الرجال بحفر حفرة مما تسبب بإصابتهم بداء ما.
وبحلول العشرينيات من القرن العشرين، كانت المنطقة من ضمن أوائل المناطق في الدولة لإنتاج التعدين ومعظم المعادن المستخدمة في الذخيرة في الحربين العالميتين الأولى والثانية، إلا أنه عندما بدأت المناجم في الجفاف في ستينيات القرن العشرين، عمدت معظم الشركات إلى ترك المنطقة. ولكن لم يكن هذا ما أدى إلى ترك المدينة: فقد تسبب التعدين بمستويات عالية جداً من التسمم بالرصاص بين السكان، إلى جانب ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان، مما دفع الحكومة إلى شراء منازل السكان في عام 2005، وإغلاق المدينة في عام 2009.
وزار المصور الأمريكي المدينة عدة مرات خلال السنوات الماضية وقال إنه في مرحلة من المراحل وقعت قدمه في جحر بالأرض، كما وصف المدينة المهجورة قائلاً إن صدى صمت غريب كان يجوب الموقع، موضحاً أن "قطع الحصى كانت تتطاير على وجهه".
ويأمل لوليس أن يجذب عمله الانتباه، مشيراً إلى أن الأشخاص الذين ينظرون إلى أمريكا بهندستها وناطحات سحابها و"يظنون أن أمريكا عظيمة وهي كذلك"، ولكن يوجد في الظلال مواقع في البلاد التي يريد ألا ينساها الناس.
فاليري أنيكس:
وبعد أن ضربت نكسة عقارية أيرلندا هُجرت العديد من المنازل، مما دفع المصورة فيليري أنيكس إلى التقاط الصور لتلك المنازل، إلا أنها لم تعتبر التجربة "مسلية" بل تساءلت أحياناً عن السبب الذي يدفعها إلى خوض هذه المغامرة.