دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- من المعروف أن معدات الطهي تُستخدم لغرض إعداد الطعام، ولكن ألا تجد الأمر غريباً أن تستخدم تلك المعدات لتغطية وجه هذه المرأة الباكستانية؟
وحين يتردد على مسامع بعض الأشخاص كلمة "امرأة"، غالباً ما تجدهم يربطونها على الفور بالمسؤوليات التي تقع على عاتقها تجاه زوجها ومنزلها فقط. ونتيجة لذلك، تحرص بعض المجتمعات على إغراق النساء بالمستلزمات المنزلية، مثل معدات الطهي، فور زواجهن كجزء من تقديم "جهاز العروس".
وبعد فترة وجيزة من حفل زفافها، أنشأت الفنانة الباكستانية الكندية، مريم ماجسي، سلسلة من الصور التوضيحية، تعرف بـ "Jahez|Dowry"، وذلك بعد أن لاحظت ما تحمله تلك الهدايا من تفرقة عنصرية، في مسقط رأسها. وعلى سبيل المثال، ما زالت تُصنف النساء اجتماعياً تحت مسميات "ابنة"، أو "زوجة"، أو "والدة"، ما دفع الفنانة للتساؤل: "هل نحن وحدنا لا نكفي؟".
وخلال الأيام التي سبقت حفل زفافها، لاحظت ماجسي أن الهدايا، التي كانت تُقدم إليها، قد وضعتها في أدوار معينة لطالما رفضتها. فلا تجد الفنانة الباكستانية المتعة أثناء طهي الطعام، على سبيل المثال، الأمر الذي جعل زوجها يتعرض إلى العديد من التعليقات، خاصة من قبل الرجال، مثل: "إنها ليست زوجة حقيقية، إذا لم تقدم لك وجبات باكستانية لذيذة".
"المرأة ليست امرأة إذا لم تكن قادرة على صنع خبز الروتي لزوجها"، "لا حياة بدون أطفال"، وتطول القائمة لتشمل العديد من العبارات الأخرى عن دور المرأة ما بعد الزواج، بحسب ما قالته الفنانة الباكستانية لموقع CNN بالعربية.
وفي الوقت الذي تحاول فيه ماجسي أن تخلق أعمالاً فنية من تجربتها الحياتية، ترى الفنانة الباكستانية أن قضية "جهاز العروس" قد تكون عنيفة، وقمعية، ومن الممكن أن تتحول إلى مسألة حياة أو موت.
واستخدمت ماجسي، التي تبلغ من العمر 33 عاماً، أواني الطبخ، وأدوات الطعام، والصحون الفخرية، والأقراط المتدلية من عينيها، لتكون بمثابة "درع" يُقاوم ويتمرد على جميع المهام المتوقع من المرأة القيام بها.
ويبدو أن التفرقة الجنسية والنظام الأبوي متواجد في الكثير من المجتمعات. فخلال تواجد ماجسي في معرض الفنون بالمدينة الكندية، ميسيساغا، لفتت انتباهها امرأة غير باكستانية إلى ما يُدعى بـ"صندوق الأمل/المهر"، حيث تقوم النساء العازبات بجمع الملابس والأدوات المنزلية، تحضيراً للحياة الزوجية.
وبعيداً عن مشروع "Jahez | Dowry"، يُشار إلى أن الفنانة الباكستانية تطمح للمشاركة بالعديد من المعارض الفنية، منها معرض "Gallery 44" في كندا، تورنتو، الذي يسلط الضوء على أفضل الأعمال الفوتوغرافية.