دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تضحك امرأة بصوت عالي، وبعد ذلك، تتوالى النظرات التي تحمل الكثير من الانتقادات والهمسات الخافتة التي تقول، وبشكل أوتوماتيكي: "لا بد من أنها سافلة". هذه ليست سوى إحدى الصور النمطية التي يحصر المجتمع فيها الإناث في حياتهن اليومية.
ورغبة في تحدي ذلك، أطلقت مصممتان في مجال الغرافيكس، غادة والي ونورهان مُعاذ، حملة "مين هُم"، التي تهدف إلى تغيير المعتقدات الثقافية والاجتماعية السلبية والراسخة بين سكان مصر.
لطالما أحبت والي التلوين والرسم منذ الصغر، ولكنها لم ترغب فقط بالرسم بلا هدف ملموس، ولذلك، قررت المصممة المصرية الجمع بين حبها للفن ورغبتها في تحسين حياة الأشخاص، وينعكس ذلك في مختلف أعمالها.
وتهدف حملة "مين هُم"، التي تُوصف كحملة توعية اجتماعية ما بعد الثورة، إلى "تصحيح وتغيير بعض المعتقدات التقليدية التي تشكل الأسباب الرئيسية في إبطاء التطور الفكري في المجتمع المصري"، وفقاً لما قالته والي في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.
وهي عبارة عن ملصقات تتزيّن بالألوان جُمعت في كتاب، ويوجه كل ملصق سؤالاً مختلفاً للجمهور، ينتهي بجملة مُشجعة على التغيير هي: "فكر، إقبل، اتغير".
وتؤكد والي أنها لا تطلب من الأشخاص التخلي عن تراثهم، لكنها فقط تدعوهم إلى التفكير في التوقعات المجتمعية التي يُمررها المجتمع إلى أفراده.
وتسلط العديد من ملصقات الحملة الضوء على الصور النمطية التي تحيط بالنساء، إذ ترى والي أنهن يواجهن طبقات من عدم المساواة بين الجنسين، وضغط الأقران، والمعضلات الدينية والعرقية.
ومن خلال الملصقات، استكشفت والي الصور النمطية المرتبطة بالمرأة في مجال العمل المهني، من خلال توجيهها أسئلة مثل "مين قال: اللي بتشتغل مهملة في بيتها؟"، و"مين قال: الستات ما توصلش للمناصب العالية؟".
وتتحدى الملصقات أيضاً السلوكيات التي يراها المجتمع غير مناسبة للنساء من خلال أسئلة مثل: "مين قال: مسترجلة اللي تقطع شعرها؟"، و"مين قال: سافلة اللي تضحك بصوت عالي؟"، و"مين قال: صايعة اللي ترجع بيتها متأخر؟".
كما تتحدى المصممة اعتقادات شائعة خلال توجيهها أسئلة منها: "مين قال: بايرة اللي عدت الثلاثين؟"، و"مين قال: غلط البنت تاخد الخطوة الأولى؟"، و"مين قال: ما يصحش الصغيرة تتجوز قبل أختها الكبيرة؟"
وبسبب قدرتهن على مواجهة كل تلك الصعوبات، ترى والي النساء العربيات على أنهنّ "النساء الأكثر قوة وغموضاً في العالم".
وتأمل المصممة أن تلهم هذه الحملة نساء المجتمع المصري، كما أنها أكدت أنه "إذا استطعنا إلهام، أو تنوير، أو تثقيف أو تمكين شخص واحد (امرأة واحدة)، فليس بإمكان أي شيء التغلب على تلك المكافئة".
ورغم المشهد السياسي الذي برز في الأعوام الماضية والثورات التي تندد بـ"الأنظمة الحكومية الفاسدة"، وفقاً لوالي، تُشير المصممة إلى أن الأشخاص أنفسهم لم يتغيروا، بل أنهم "بالكاد فعلوا ذلك".
وتؤمن والي أنه من خلال إعادة بناء الأفكار التي أثرّت عليها الصور النمطية، سيأتي التغيير الحقيقي على جميع المستويات.