دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قد تكون سمعت عن درجات الحرارة المرتفعة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ولكن هل سبق أن سألت نفسك كيف استطاع أن يعيش السكان قديماً من دون مكيف الهواء؟
وقبل أن يصبح مكيف الهواء متاحاً للجميع، كان يستخدم الإماراتيون أسلوب بناء يُعرف بـ "العمارة العامية"، الذي يأوي الأشخاص من المناخ القاسي، دون الحاجة إلى الكهرباء.
ولكن، لم يعد يلجأ الناس إلى تقنيات البناء التقليدية هذه، خاصة بعد اتجاه مدينة دبي نحو رؤية أكثر معاصرة، تتضمن استخدام الخرسانة، والفولاذ، والزجاج. وبينما تعمل دبي للتحضير لمعرض "إكسبو 2020"، تُظهر إعلانات الجناح الوطني أن هناك إعادة إحياء للتكنولوجيا المستدامة.
وقام المهندس المعماري في شركة "Querkraft"، كليمنس روس، بإدارة تصميم جناح المعرض النمساوي، إذ أوضح أن "الأمر الذي يتعين علينا مناقشته بصدق حول الاستدامة، لا يتحدّد فقط بالألواح الضوئية الموجودة على السطح، أو إنتاج الطاقة"، مضيفاً: "بل يعتمد على الطريقة التي نستخدم فيها مواد البناء".
ويستخدم الجناح النمساوي في معرض "إكسبو 2020" نظاماً كان قد استوحي من برج الرياح "برجيل"، وهو عبارة عن ميزة معمارية تعود جذورها إلى 5 آلاف عام، وذلك بحسب رئيسة وحدة الدراسات والأبحاث في قسم التراث المعماري وقسم الآثار في بلدية دبي، شذى الملا.
وأوضح روس: "ما نحاول فعله هو طرح حوار جديد، بحيث يفكر الأشخاص في استراتيجيات قديمة، دون استخدام الأموال أو موارد الطاقة"، موضحاً: "أردنا أن نظهر مدى سهولة استخدام السياق المحلي، مثل ثقافة البناء العربية، وهو أمر مذهل".
وبالنسبة إلى الجناح الإسباني الذي صممه استوديو "amann-canovas-maruri" للمشاريع المعمارية، فسيتضمن حوالي 17 خيمة، تأخذ شكل المداخن الشمسية، كما قال المهندس المعماري، نيكولاس ماروري.
وإذا كان يراودك الفضول حول كيفية عملها، فهي تتبع طريقة التهوية الطبيعية التي وُجدت منذ قرون، إذ يصعد الهواء الساخن إلى الأعلى، بينما يدخل الهواء البارد من الأسفل.
وفي الوقت الذي تعمل فيه دبي على تعزيز الإمدادات المحلية الغذائية بالإمارة، يسعى الجناح الهولندي إلى إنشاء بيئة طبيعية مكتفية ذاتياً، حيث سيستخدم المهندسون المعماريون الطاقة الشمسية لتكثيف الرطوبة في الهواء، وإنتاج الماء. وبينما ستنتج المسحات الخضراء الأوكسجين، سينمو الفطر المخروطي وينتج ثاني أكسيد الكربون لتغذية الخضار.
وقال الشريك المؤسس لشركة "V8 Architects" ميشيل رابهورست، إن الحاجة تتزايد للعودة إلى التقنيات التقليدية للتهوية الطبيعية بسبب الظروف القاسية.
وصمم الجناح التشيكي طلاب دكتوراة من شركة "فورموسا إيه إيه" للهندسة المعمارية، إذ سيتم الاستفادة من نظام "مياه الأرض بالطاقة الشمسية" لإنشاء بيئة خضراء في الصحراء.
ويتخذ جناح البرازيل الذي تبلغ مساحته 4000 متر مربع طابعًا مائيًا، وقد صممه مكتبا بن أفيد " JPG.ARQ" و" MMBB Arquitetos". وسيعبر الزوار ما يصفه المهندسون المعماريون بأنه "شفرة من المياه الرقيقة" التي تمثل الأنهار البرازيلية، وسيُحاط بعروض تكميلية، وأصوات، وروائح.
وتتضمن أجهزة العرض المبكرة في جناح الولايات المتحدة الأمريكية، مجسمات الديوراما مع كبسولات "سبيس أكس" ومركبات المريخ.