دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بين صخب شوارع المغرب وأسواقها التي تبوح بقصص الماضي وتاريخ البلد العريق، شعرت فاطمة صحصح بأول علاقة عشق تربطها بالمجوهرات المغربية القديمة والأعمال اليدوية في جنوب المغرب.
ورغم أن أهل فاطمة كانوا من الأمازيغ وولدوا في المغرب، لم تكن الشابة تعلم الكثير عن تاريخها أو أصولها، ولكن الفضول رافقها مع مرور السنوات، ودفعها إلى تلقي بعض الصفوف في علم الإنسان بعد زيارتها الأولى إلى مدينة مراكش المغربية.
ولم يفارقها ذلك الإحساس الغريب الذي تسلّل إلى قلبها بعد رؤية المجوهرات المغربية التقليدية، رغم أنها عادت إلى أمستردام، مما دفعها إلى إطلاق أحد المشاريع لاحتضان شغفها لصناعة المجوهرات بطابع ثقافي يحكي قصة ماضي ويبحث الإلهام.
وأسست فاطمة مشروع "STONES STORIES" أي "قصص الأحجار"، برفقة زوجها، شفيق شنوف، إذ تقدم علامتهما مجموعة من الإكسسوارات، والتي تكرّم كل قطعة فيها تراثاً منبثقاً من شمال أفريقيا. وتستلهم المصممة الهولندية من أصول مغربية، تصاميمها من ثقافة البربر، بينما تستخدم مادة الفضة التي يستخدمها الأمازيغ في مجوهراتهم المزينة بالخرز، والكهرمان، والأصداف.
وترى صحصح أنه من الضروري لها كمصممة "أن توثق تاريخ تراث جنوب أفريقيا الثقافي" من خلال مجوهراتها، التي تحمل بين أحجارها قصة حب تربط بين هوية فاطمة، والمغرب، وهولندا.
وتُصنع إكسسوارات "STONE STORIES" في المغرب على الطريقة القديمة والتقنيات الحرفية اليهودية، إذ لا تستخدم أي أدوات جديدة لصنع المجوهرات، بل يتم اختيار الأحجار الطبيعية، والخرز، والفضة، في التصاميم التي تضع صحصح الخطة الاستراتيجية لها في هولندا.
ومن بين التصاميم المختلفة والمتنوعة، يحمل التصميم الأول، لقلادة مصنوعة من الكهرمان، مكانة خاصة في قلب المصممة، ولذلك لم تستطع بيعها فعرضتها في معرض “Tropenmuseum” لـ 3 سنوات ونصف، إلا أنها قالت لـCNN بالعربية إنها تتمنى أن "تمرر القلادة لأولادها".
وتأمل صحصح بأن توسع أفاق أسواقها لتستطيع بيع تصاميمها في الشرق الأوسط، إذ تتمتع مجوهرات علامتها بفرادتها وتميزها، فتختلف كل قطعة عن الأخرى ولا يتم تصنيع أكثر من نموذج واحد من كل تصميم.