دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عندما تأتي عطلة نهاية الأسبوع، ليست فيّ الحمود ممن يبقى في المنزل للاسترخاء والاستجمام، إذ أنها في مهمة، لتوثيق فن الشارع والغرافيتي الذي أصبح مزدهراً في الكويت من خلال حسابها "Q8Streetart" على "إنستغرام"!
لطالما أحبت المصورة فيّ الحمود، التي تُلقب بـ"فريزي" بسبب شعرها المجعد، جميع أنواع الفن، ثم أصبح فن الشارع محور تركيزها إذ جذبها إليه خاصيته "الخام"، وفقاً لما قالته في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.
وقالت الحمود أن فناني الشوارع يتحلون بالشجاعة كونهم يمضون ساعات في خلق أعمال، قد تُنزع من على الجدران في اليوم التالي.
واندهشت الحمود بالازدهار الذي يحظى به مشهد فن الشارع والغرافيتي في الكويت، ولكن أحزنها نقص الدعم والتقدير للفنانين المحليين في البلاد بحسب ما ذكرت، ومن هنا وُلد حساب "Q8Streetart" على "إنستغرام"، والذي وصفته المصورة بأنه "المنصة المحلية الوحيدة المكرسة لعرض فن الشارع الكويتي والغرافيتي إلى اليوم".
وتهدف الحمود إلى تثقيف العالم حول فن الشارع ومشهد الغرافيتي في الكويت، إذ لا يعرف الكثيرون أن البلاد تتميز بمجتمع مزدهر هذا المجال وفقاً لها.
وتركز جهودها أيضاً على تسليط الضوء على الفنانين، بقدر تركيزها على عرض أعمالهم الفنية.
ويتبين شغف الحمود في هذا النوع من الفن خلال الجهود التي تبذلها لتوثيقه، فهو يتطلب منها القيادة لساعات في أرجاء البلاد خلال عطلة نهاية الأسبوع من أجل "رصد الأعمال الجديدة التي تظهر بين عشية وضحاها".
كما تبحث الحمود عن هذه الأعمال في زوايا الشوارع، والمباني القديمة. ومن الصعب العثور على أعمال جديدة أحياناً، ولكن، يساعدها بعض الفنانين عبر إرسال أعمالهم الجديدة أو توجيهها إلى الأماكن التي يقومون بزيارتها عادةً، والتي عادة ما تتزيّن بفن الشارع.
وقابلت الحمود العديد من الأشخاص الذين يعتقدون أن فن الشوارع هو نوع من أعمال "التخريب"، ولكن أصبح المزيد من الأشخاص يدركون أنها تُجمّل الشوارع بفضل ورشات العمل والمعلومات التي أصبحت متاحة للأشخاص على مر الأعوام.
وينعكس التغير في عقلية المجتمع من خلال توظيف العديد من المؤسسات في الكويت، مثل البنوك وشركات الاتصالات لفن الشارع والغرافيتي، في مختلف الأحداث التي يُطلقونها، وقفاً للمصورة.
كما أصبحت الجامعات والمدارس تفتح أبوابها للفنانين المحليين لعرض أعمالهم، وهو دليل على "قبول المجتمع لفن الشارع والغرافيتي في الكويت".
وفي المستقبل، تأمل الحمود إلى زيارة المزيد من الفنانين العالميين للكويت ليتعاونوا مع الفنانين المحليين، والعكس أيضاً.