دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تستيقظ صباحاً وتبدأ بتجربة الملابس، والبحث بين أغراضك عن الأشياء، التي تريدها كي لا تتأخر على موعدك. تترك سريرك غير الموضب وملابسك المبعثرة وتخرج بسرعة من البيت دون اكتراث، ولكنك تعود بعد عدة ساعات وتتناول طعام الغداء الذي حُددت أصنافه بناءً على طلبك البارحة، وتتجه إلى غرفتك الموضبة والمرتبة.
لقد كنت "أنت" الشخصية الأساسية في الفقرة السابقة، ولكن شخصية أخرى، خفية، كانت تحرك مجريات يومك والتفاصيل من حولك، وهي خادمة منزلية أجنبية, قد لا يكون لها أي حيز مرئي في تفاصيل حياتك الأساسية، ولكنها موجودة بين طيات روتينك اليومي.
وحركت قصة انتحار عاملتي منزل أجنبيتين في عام 2010، مشاعر المصورة اللبنانية شذا شرف الدين، مما دفعها إلى الاهتمام أكثر بشروط عمل تلك الفتيات اللواتي تركن كل شيء خلفهن لتأمين حياة أفضل لعائلاتهن، ولكنهن لقين حتفهن بسبب "سوء معاملة" ربات عملهن.
وفي صيف 2017، قررت الفنانة اللبنانية، أن تقدّم "فرصة للعاملة المنزلية الأجنبية حتى تبدو على شكل المرأة التي تحلم بأن تكونها"، من خلال إفساح المجال أمام العاملة باختيار شخصيتين من ألبوم يتضمن 70 صورة لنساء شهيرات من حول العالم، مثل جاكلين كينيدي، وهيفاء وهبي، وشاكيرا.
وفي الوقت الذي ترى فيه شذا أن الاختلاف بين العاملة الأجنبية وربة عملها ناتجة عن "عامل الحظ" على حد تعبيرها، قررت الفنانة، من خلال مشروع " Maidames" على تسليط الضوء وإزالة العائق في صورها، ليصبح الفارق الوحيد بين الشخصيتين هو "فارق اللون أو العرق فحسب".
وقالت شرف الدين لـCNN بالعربية إن المشروع أراد التركيز على "العلاقة الودية التي قد تنشأ بين العاملة المنزلية ومستخدمتها"، إذ رأت المصورة أن تلك العلاقة تعد "أعقد من تلك التي تقوم على التسلط والتعنيف".
ولم تهتم الفنانة اللبنانية بأشكال العاملات اللواتي أردن الاشتراك في المشروع، بل ركزت على تمثيل نساء من جنسيات وأعمار مختلفة، إذ استطاعت برفقة مساعدتها السرلانكية، كوماري، اختيار 9 عاملات من جنسيات مختلفة مثل أثيوبيا، وسيريلانكا، والكاميرون، والفلبين.
واختارت شذا عالم الفنتازيا للجمع بين العاملة وربة عملها، إذ وجدت أنه المكان الذي تلتقي السيدتان فيه "كامرأتين بغض النظر عن الفوارق الطبقية والعرقية"، كما اهتمت باللحظة التي ترتدي فيها العاملة "أدوات السلطة" كالفرو، واللؤلؤ، والتاج، على حد تعبيرها، واللحظة التي تشاهد فيها ردة فعل ربة العمل، عندما تلقي نظرة على الصورة.
ولم يغير المشروع العاملات فحسب، حيث دهش البعض منهن بجمالهن في الصور، بل اكتشفت شرف الدين من خلاله "صعوبة بناء الثقة" أو المساواة بين العاملة الأجنبية وربة عملها "ما دام نظام الكفالة قائماً وطالما أن الشخصيتين غير متساويتين أمام القانون".
أما فيما يتعلق بردود فعل الناس عقب عرض الصور، فاستذكرت المصورة وجهات النظر المختلفة، قائلة إنها كانت "إيجابية بشكل عام" ولكنها لم تخل في الآن ذاته من الانتقادات، وبعض ردود الفعل العنصرية إذ وجد البعض بأنها "بالغت" بينما قال أحدهم إن "الصور جميلة ولكن من منا يريد وضع صورة خادمة في الصالون".