دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قد يظن البعض أن الفنانين يمتلكون "رخصة" رسم ما يشاؤون، فبذلك، ليس بالضرورة أن يُشير أسلوبهم بالفن إلى حالتهم الطبية. ولكن، بعض المجلات الطبية مليئة بالأبحاث التي شخصت أشهر الفنانين بعد وفاتهم.. فما أبرزها؟
في أواخر السبعينيات من عمره، كتب ميكيلانجيلو لابن أخيه قائلا إنه يشعر بألم كبير في يديه، إذ قال فنان عصر النهضة الإيطالي "الكتابة تزعجني كثيراً". ومن أجل إجراء تحقيقات مرضية، قرر فريق يتألف من 5 أطباء باحثين، الاعتماد على لوحتين كان قد رسمهما الفنان وهو على قيد الحياة.
وجاء تشخيص الفنان بالبحث، الذي تم نشره في مجلة "Royal Society of Medicine"، أن ميكيلانجيلو مصاب بالتهاب في المفاصل، خاصة أن النحت قد تسبب بتشويه أصابعه وجعلها تتألم.
وغالباً ما يرى الفنانون العالم بطريقة مختلفة، وقد ربط الأطباء ذلك بعيونهم. ففي دراسة نشرتها مجلة " American Medical Association"، عام 2018، أوضحت أن ليوناردو دافنشي يعاني من اضطراب في العيون أو ما يُسمى بـ "الحول".
وتوصل مؤلف الدراسة، كريستوفر تايلر، إلى هذه النتيجة بعد تحليل 6 من أعماله الفنية. فبعد أن قاس زوايا الانحراف في بؤبؤ العين، لاحظ أن زاوية العين المنحرفة كانت متسقة مع الحول.
بعد وفاة الرسام الفرنسي بول غوغان، في جزر ماركيز عام 1903، ترك أربعة أسنان في جرة زجاجية، أدت إلى ظهور تكهنات حول ما إذا توفي من مرض الزهري أم لا. وبذلك قررت المتخصصة في أعمال غوغان، كارولين بويل تيرنر، والعضو المؤسس لجمعية طب الأسنان الأنثروبولوجية، ويليام مولر، البحث عن سبب وفاته.
وكان البحث بالأضراس عن العلاجات الشائعة لمرض الزهري في فترة غوغان، وهي آثار للكادميوم والزئبق والزرنيخ. ورغم أنه لم يتم العثور على أي منها، إلا أن هذا لا يعني أن غوغان لم يكن مصاباً بالزهري.
كانت الأعوام الخمس الأخيرة من حياة السويسري الألماني بول كلي، مليئة ومثمرة بالأعمال الفنية، إذ وصلت إلى حوالي 2500 عمل. ولكن، هذه الأعمال الفنية كانت مرهقة جسدياً أيضاً، حيث عانى كلي من مجموعة من الأمراض الجلدية والقرحة وفقر الدم وتورم المريء، التي لم يتم تشخيصها بشكل قاطع وهو على قيد الحياة.
واستطاع طبيب الأمراض الجلدية، هانز سوتر، أن يصف أعراض الفنان، من خلال مقابلة زوجة كلي وابنه. واستنتج أخيراً، في كتاب ومقال يلخص أبحاثه عام 2010، أن الفنان قد عانى من مرض جهازي ذاتي المناعة.