دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عادة ما نرى العديد من الأعمال الفنية التي تناقش مواضيع أساسية وعالمية على النطاقات الاجتماعية والسياسية أو حتى البيئية، ولكن هذا الفنان قرر التفكير خارج الصندوق لزيادة الوعي، حول المسائل البيئية من خلال الرسم تحت الماء.
وأراد الفنان، شون يورو، من هاواي، تحدي نفسه والرسم تحت الماء أثناء قيامه بالغوص الحر، الذي يتطلب حبس نفسه دون استخدام معدات الغوص، وذلك في مشروعه "Deep Seads" الذي تضمن 3 أعمال لزيادة التوعية حول موت الشعاب المرجانية.
واستخدم الفنان الخرسانة والفولاذ لإنشاء هياكل تحت الماء تُعرف باسم الشعاب الاصطناعية، التي تستخدم في النمو البحري بالمناطق المتأثرة بابيضاض المرجان، كما حولها فيما بعد إلى لوحات لأعماله التي استخدم فيها مواد غير مضرة بالبيئة.
وقال يورو، خلال مقابلة هاتفية، إنه "اخترع مواده الخاصة" واستخدم أسلوباً ذكره في نهاية المطاف برسوم الفحم التي كان يرسمها عندما كان في معهد الفنون.
واستذكر الفنان أصعب المراحل التي مر بها خلال رحلة الرسم، قائلاً إن "التحضير الجسدي المطلوب للرسم تحت الماء بكفاءة دون إمدادات الأكسجين كان تحدياً كبيراً"، مضيفاً: "لقد أمضيت كل حياتي وأنا أتزلج على الماء، ولكن بقدر خبرتي في الماء، لم أخض تجربة الغوص سابقاً، لذلك كان التدريب حتى أصعب مما كنت أتخيل".
وكان يورو يأمل بإنهاء المشروع بأقل من 6 أشهر، إلا أنه وبسبب التدريب المكثف، تطلب منه القيام بالتجربة 3 أضعاف ذلك الوقت.
وقال الفنان إن كل شيء كان يجري على ما يرام في أول 3 أشهر، إلا أنه عانى من انفجار في أسطوانة أذنه، مما أدى إلى توقفه عن الغطس في الماء لمدة 3 أشهر إضافية.
وبعد عام من التدريب على الغوص، استطاع الفنان البقاء تحت الماء لمدة 3 دقائق، أي حصل على 20 دقيقة من الرسم لكل ساعة، مما يعني أن كل لوحة استغرقت 3 إلى 4 أيام من العمل و10 ساعات من العمل تحت الماء يومياً.
وركز العمل الأول ليورو، بعنوان "Lumens"، على التقاط اللحظة التي اكتشف فيها "الجمال والسحر الذي يملكه المحيط"، بالإضافة إلى وضعه " الهش" الآن.
أما اللوحة الثانية بعنوان "Breath"، فقد سلطت الضوء على اكتشافه لرياضة الغوص الحر وهو نشاط يقول يورو إنه " يتطلب الكثير من السيطرة على الرئتين والعقل"، بينما ركزت اللوحة الثالثة بعنوان "Buried" على هشاشة الحياة في المحيطات اليوم.
ولفت يوروز إلى أن الجانب الأكثر أهمية خلال المشروع كان "الكفاءة" على حد تعبيره، مضيفاً: "كان علي أن أكون حذراً للغاية في الخطوط الدقيقة حتى لا أضيع أي طاقة لأنني ومع كل خط كنت أرسمه، كنت أعرف أنني استنزف الأوكسجين".