دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- رافقها قطها "ويليس" في جميع تفاصيل حياتها وكان مصدر إلهامها في أحيان أخرى، إذ بدأت ناديا خياري، برسمه في قصص عن القطط في الشوارع أو في الحاويات، ولكن كل ذلك قد تغير في عام 2011.
أصبح "ويليس" في شهر يناير/ كانون الثاني من ذاك العام الوسيلة التي استعانت بها الفنانة الشابة للتعبير عن ذاتها "بكل حرية" خلال فترة الثورة التونسية، إذ أشارت ناديا في مقابلة لموقع CNN بالعربية إلى أنها كانت بحاجة إلى "مشاركة انطباعاتها مع من حولها"، لذا قامت بتكوين صفحة باسم "Willis From Tunis" على موقع فيسبوك.
وركزت رسومات القط "ويليس" على المواضيع التي كان يعيشها الشارع التونسي في ذلك الوقت، حيث تمركزت المواضيع حول مفاهيم مختلفة مثل "تصرفات السلطة، والاحتجاجات، والمجتمع، ومشاكل المؤن" التي شهدتها الفنانة التونسية من يوم إلى آخر.
وككل عمل فني، تلقت رسومات ويليس العديد من التعليقات وانتقادات مختلفة، إذ استذكرت خياري هذه الردود قائلة إن بعض الأشخاص علقوا على صورها وظنوا أنها مضحكة "لكونها تمثل لحظة اجتماع ضد عدو واحد"، بينما لقيت الرسومات في أوقات أخرى بعض الانتقادات السلبية.
ورأت الفنانة التونسية التي بدأت بالمشروع للتعبير عن أفكارها دون الإفصاح عن هويتها الحقيقية، أن الاختلاف في الآراء كان "مفيداً" في الزمن الذي "يمنع فيه الأشخاص من التفكير بطريقة مختلفة".
ولا تركز رسومات ويليس على تفكيك أو انتقاد الرسائل السياسية فحسب، بل تهتم بشكل كبير "بدراسة القوة" و"تفكيك الخطابات، والمواقف السياسية، لمعرفة الأسلوب الذي يتم فيه توظيف السياسة لمصالح الفرد" أو الأسلوب الذي "يستخدم فيه الدين لصنع السياسة"، على حد تعبير خياري.
ويستمر "ويليس" بسرد قصص وأفكار الفنانة التونسية حتى الآن، ولكنه لا يعلق على "التصريحات الشعبوية أو النقاشات العقيمة"، على حد تعبير خياري، إذ تحاول الفنانة ألا تشارك في الضوضاء بالخلفية الذي يصرف الرأي العام عن المشاكل الحقيقية.