دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كانت سوزي التميمي، تجوب الشوارع في أمريكا بحثاً عن محلات الملابس القديمة وغير الاعتيادية لإنعاش تمردها المستمر على النموذج التقليدي للأزياء في مدرستها والأشخاص من حولها.
تصمم الشابة الفلسطينية-الأمريكية أزياء عصرية وشبابية ممزوجة بالتطريز الفلسطيني التقليدي وعبارة "محارب الحرية" باللغة العربية والإنجليزية، بهدف خلق أزياء تحاكي واقعاً و"قضية مهمة"، إذ قالت التميمي لـCNN بالعربية إن "الظلم الذي شهدته هو ما دفعها لتسليط الضوء على ثقافة تم شيطنتها".
لطالما كانت المصممة الشابة تشعر باختلافها عن الآخرين وتعلقها الشديد بثقافتها الفلسطينية، مما جعلها تشعر بأنها "غير مقبولة أو مفهومة" خاصة لكونها الوحيدة في صفها من أصول فلسطينية.
ولم يكن ذلك الاختلاف أو تلك المشاعر الوحيدة التي دفعت الشابة إلى دخول عالم الأزياء، بل كانت لرحلة خاضتها سوزي التميمي في العاشر من عمرها دوراً أساسياً في طرح أسئلة جوهرية حول "أساليب التعامل بين الأشخاص ومع الفلسطينيين" لمجرد هويتهم.
وقالت المصممة الشابة لـCNN بالعربية إنها "اختبرت الاحتلال والظلم" عند زيارتها للأراضي الفلسطينية للمرة الأولى، مما فجر العديد من الأسئلة في عقلها، وصقل شغفها بقضايا حقوق الإنسان والمساواة بين الناس من الأعراق والأجناس المختلفة.
أما فيما يتعلق بمصدر الإلهام الذي دفعها إلى تصميم خط أزياء رياضي معاصر بتطريز فلسطيني، أشارت سوزي التميمي، إلى أن الفلسطينيين "بعزمهم ومرونتهم رغم الاضطهاد الذي يعيشونه" كانوا مصدر إلهامها، إذ تابعت قائلة إن "الفلسطينيين هم من أقوى المحاربين الذين رأيتهم".
وتتضمن الأزياء رداء ملاكمة مليء بالرموز التشبيهية، إذ حمل الرداء الأسود تطريزاً باللون الأسود والأحمر، أحاكته مجموعة من اللاجئين في غزة وتمثل بالنسبة للمصممة الشابة "الدماء المهدورة والمقاومة"، في حين تمثل الحمامات البيضاء التي تحمل قفازات الملاكمة "السلام والكفاف لأجل الحرية". وتمثل أغصان الزيتون على شكل علامة السلام "أهمية جمع الزيتون كوسيلة للنجاة"، بينما يستند الخشخاش إلى "سفك الدماء" ونوع الورود الأساسية في الأراضي الفلسطينية.
وترى المصممة الفلسطينية الأمريكية أن عالم الأزياء والفن بشكل عام يخلق مساحة للنقاش مما "يؤدي إلى زيادة الوعي وأخذ الخطوات اللازمة والوقوف بقوة باسم الحقيقة والإنسانية".