دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- خاض المصور دافيد مكميلان مغامرة مميزة برفقة عدسة كاميرته، حيث سافر عبر التاريخ، ووثق للمشاهدين عدداً من الصور لمناطق مهجورة ومحظورة في مدينة برابيت الأوكرانية والملقبة بـ"مدينة الأشباح"، بسبب حادثة تشيرنوبيل.
وكان مكميلان قد زار المدينة الأوكرانية للمرة الأولى في العام 1994، وتوقع أن تُقيّد حركته بسبب انفجار مفاعل نووي في محطة تشيرنوبيل النووية، قبل 8 سنوات، مما دفع السكان إلى إخلاء المنطقة، كما أدى الانفجار إلى إرسال انبعاثات موجات إشعاعات نووية حول أوروبا.
ولكن، المصور تفاجأ بأنه استطاع التجول بكل أريحية في منطقة المحطة المهجورة، والتي تبلغ مساحتها 1000 ميل مربع، دون أي مشاكل، كما استطاع الاقتراب من المفاعل التالف.
ولفت مكميلان، إلى أن التحدي الحقيقي كان "بإيجاد الناس الذين يستطيعون نقله إلى الداخل، إذ قال في مقابلة هاتفية مع CNN إنه "لم يعلم أين يذهب وكان تحت رحمة السائقين ومترجمه"، مضيفاً: "لم أملك حساً حقيقياً بالخوف، ولكن الناس قالوا لي بأن بعض الأماكن كانت ملوثة، ولذا يجب التقاط الصور بدقيقة أو دقيقتين على الأكثر".
والتقط المصور عدداً من الصور التي توثق المباني، والمركبات المهجورة، والملاعب الضخمة، كما أثارت التجربة فضول مكميلان لزيارة المنطقة لأكثر من 20 مرة .
ونشر المصور الكندي مجموعة أعماله التي التقطها في كتاب بعنوان "Growth and Decay: Pripyat and the Chernobyl Exclusion Zone"، إذ سلط الضوء من خلالها على مظهر المدينة منذ الكارثة التي لحقت بها.
وكانت مدينة بريبيات، جزءاً من الاتحاد السوفييتي خلال فترة الكارثة في أبريل/نيسان 1986، كما كانت تُستخدم لخدمة محطة توليد الكهرباء، بالإضافة إلى اعتبارها كمنزل لحوالي 30 ألف شخص. وقال مكميلان، الذي درس أرشيف الصور في المنطقة، إن المدينة "لابد أنها كانت جميلة".
وأظهرت العديد من الصور أحواض سباحة فارغة، وكنائس مهجورة، مما بيّن أيضاً كيف تُركت المدينة فجأة. كما تتضمن مجموعة الأعمال العديد من الصور لدرج حضانة بأوقات زمنية مختلفة لتوضيح التغيرات التي أصابت المكان مع مرور الزمن.
ويركز الكتاب الذي يحمل مجموعة الأعمال الفنية على علاقة انسحاب الناس من المنطقة وتسلل الطبيعة إلى المكان، الذي سيطرت عليه الألوان الباهتة.