دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- "سوبر ماريو" و"بيت بيوت" وألعاب أخرى سعيدة، هذا ما قد تظنه للبرهة الأولى عند النظر إلى أعمال الفنانة الفلسطينية رنا سمارة، ولكن ما الذي تعكسه هذه الألعاب بالنسبة للأطفال الذين يعيشون في مناطق الحروب والنزاعات في العالم العربي؟
ومن خلال مشروع "ألعاب الحرب" (War Games)، تنقل الفنانة الفلسطينية رنا سمارة، التي ولدت في القدس، المشاهدين إلى العوالم الخيالية التي ينسجها الأطفال الذين يعيشون في مختلف مناطق النزاعات في العالم العربي.
وعبر أعمالها، ترغب سمارة في تسليط الضوء على محنة الأطفال في المناطق المضطربة والذين يحلمون بإصلاح عوالمهم الخاصة، حتى يتمكنوا وببساطة من اللعب.
وفي مقابلة مع موقع CNN بالعربية، تحدثت الفنانة عمّا شجعها للتطرق إلى هذا الموضوع قائلةً: "انطلقت بداية المشروع من خلال اهتمامي بالعلاج بالفن، واهتمامي بالأطفال بشكل خاص، إضافةً إلى تساؤلي أيضاً عن مشاعر الأطفال، وما تخلفه الحروب من أثر نفسي على الأطفال".
واستمدت سمارة هذا الاهتمام من تجربة شخصية لها مع الحرب خلال طفولتها، فأثناء اقتحام الجيش الإسرائيلي لمنزلها، كانت الفنانة منشغلة بلعبة "سوبر ماريو".
وبينما كانت والدتها ترغب بنزع جهاز التحكم من يديها، لم تهتم الفنانة بالجنود الذين كانوا ورائها، فقالت: "كنت أريد الحفاظ على حياة ماريو في اللعبة".
وخلال هذا المشروع، قامت الفنانة بالتواصل مع الأطفال اللاجئين الذين يعيشون في غزة ومناطق أخرى في العالم العربي، وذلك من أجل تنظيم ورشات لمناقشة أحلامهم، وتفريغ المشاعر التي تدور في مخيلتهم.
ولكن، لم تكن هذه الورشات تناقش "الحلم" بمعناه الطبيعي، وفقاً للفنانة، بل كانت تناقش الكوابيس التي تراود الأطفال بعد عمليات القصف والهدم.
وبعد كل ورشة، قالت الفنانة أنها كانت تندهش وتتألم من أحلام الأطفال وقصصهم.
ومن القصص التي أثرت عليها قصة طفل من غزّة تتمثل أكبر مخاوفه في تحطم العلبة التي تحتوي على عدّة الخياطة الخاصة بوالدته خلال عملية قصف، إذ كانت تلك العدّة مصدر "فخر وسعادة" لها.
وتتضمن سلسلة "ألعاب الحرب" أيضاً لوحة لمجموعة من الأطراف الاصطناعية الملونة، وذلك بعد أن تواصلت الفنانة مع طفل يمني فقد أحد أطرافه نتيجة النزاعات.
ورسمت الفنانة أيضاً لوحة تتمحور حول لعبة "بيت بيوت" التي يخلق فيها الأطفال واقعاً خاصاً بهم بعيداً عن حياتهم اليومية.