دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- إذا كان المرء فنان غرافيتي، فمن الطبيعي أن يقضي وقته في المساحات العامة، حيث تنتظر الجدران الباهتة دورها لتصبح معالم زاهية. ومع ذلك، تكتفي هذه الفنانة في بعض الحالات بالرسم على الجدران لـ15 دقيقة بسبب الأحوال الأمنية السيئة في أفغانستان. لذا، من هي الفنانة الأفغانية التي تغمر الجدران التي مزقتها الحرب بأفغانستان بالألوان؟
وأشارت الفنانة شمسية حساني إلى أن فن الغرافيتي، هو بمثابة أداة يمكنها تحويل جدران مدينة كابول التي مزقتها الحرب إلى لوحات ملونة.
وقالت حساني، التي تُعد أول فنانة غرافيتي في أفغانستان وفقاً لما هو مذكور على موقعها الرسمي، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "ستخفي الألوان قصص الحرب على جدران مدينتي، وسيرى الأشخاص أشياء جديدة في المدينة، بدلاً من آثار الرصاص والشقوق".
ومن خلال أعمالها الملونة، سيلاحظ المرء شخصية مكررة، وهي أنثى مغمضة العينين.
ولم تختر الفنانة التعبير عن مشاعرها من خلال هذه الشخصية لأنها امرأة فحسب، بل لأن النساء يعانين من قيود أكثر من الرجال في مجتمعها، وفقاً لما ذكرته.
وأشارت الفنانة إلى أن الشخصية تؤدي أدواراً مختلفة في كل لوحة، فهي مقاتلة في بعض الأحيان، أو لاجئة، وقد تكون الشخصية تائهة في أحلامها، وتائهة في الأحزان، أو "شخصية وطنية تحب وطنها وتحارب اليأس"، بحسب ما قالته حساني.
وإذا كنت تتساءل عن السبب وراء كونها مغمضة العينين، فقالت الفنانة: "تؤمن عيونها المغمضة إلى أنه لا يوجد أي شيء لتراه. وهي ترغب في تجاهل كل شيء، حتى تشعر بمقدار أقل من الحزن".
وتُعتبر رحلة الفنانة في مجال الغرافيتي ليس بالأمر السهل، وذلك بسبب سوء الأحوال الأمنية، فقالت الأفغانية: "أنا لا أشعر بالأمان عند الرسم في الأماكن العامة، وأقرر أن أغادر بعد 15 دقيقة من العمل".
وينتج عن ذلك لوحات جدارية بسيطة أو غير مكتملة.
وإضافةً إلى ذلك، تواجه الفنانة تصرفات سلبية من المجتمع الأفغاني، بسبب كون البعض ضد أنشطة النساء.
ولذلك، عندما يراها الأشخاص وهي تمارس الغرافيتي على الجدران، فإنهم يشتمونها ويشيرون إلى ما تقوم به بالـ"خطيئة".
ورغم ذلك، يبدو أن الفنانة لا تخطط للتنازل عن فن الغرافيتي للتعبير عن نفسها، فهي ترى أن أعمالها الفنية هي "حروف مرئية تربط الأشخاص ببعضهم البعض".