دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في عام 2015، أُصيبت منال بانفجار صاروخ في مدينة كركوك العراقية، بينما أُصيب وائل بحروق من الدرجة الثالثة في وجهه بمدينة تعز اليمنية على يد الشرطة خلال مظاهرات ضد الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح. ومع أن هاتين التجربتين حدثتا في بلدين مختلفين، إلا أن ما يجمعهما هو أنهما جزء من الحالات المتنوعة التي اجتمعت تحت سقف مستشفى الجراحة التقويمية التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود في العاصمة الأردنية عَمّان، والتي وُثقت في مشروع "The Hospital of All the Wars"، أو "مستشفى كل الحروب".
ونشأت فكرة مشروع "The Hospital of All the Wars" من الصحفية المستقلة مارتا بيلينغريري، والمصور أليسيو مامو، وذلك عندما بدأ الاثنان بالذهاب إلى مستشفى الجراحة التقويمية التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود بالأردن أسبوعياً لمدة 4 أشهر، وذلك لكتابة تقرير صحفي عن المستشفى.
وقامت بيلينغريري بتوثيق قصص الجرحى بشكل مكتوب، بينما قام مامو بتوثيق الجرحى مرئياً من خلال الصور.
وفي مقابلة مع موقع CNN بالعربية، قالت المصورة إن الفكرة كانت تتمحور حول "إظهار حياة جرحى الحرب وعودتهم إلى الحياة مجدداً"، وذلك بعد شفائهم في المستشفى.
وعن السبب وراء تركيز المشروع على مستشفى الجراحة التقويمية، قالت الصحفية إنها رأت تواجد جميع الأشخاص المصابين من النزاعات في الشرق الأوسط، مثل غزة، والعراق، وسوريا، واليمن، في المكان ذاته، بمثابة أمر لا يُصدق.
وفي المشروع، التقط مامو مختلف الصور، ومع أن بعضها كانت بالأبيض والأسود، إلا أنه حرص أيضاً على التقاط الصور الملونة.
وأراد مامو التركيز على إصابات الجرحى من خلال الصور المُلتقطة باللونين الأبيض والأسود، ومن خلال الصور الملونة، إذ قال المصور: "أردت إظهار تفاصيل عودتهم إلى الحياة، من خلال الأشياء اليومية الصغيرة مثل الذهاب إلى السوق، أو المطاعم، أو المتاجر، أو ركوب دراجة نارية".
وكان الحرص على حالة استرخاء المصابين في المشروع أمام عدسة الكاميرا من التحديات التي واجهها مامو، ولذلك، حرص المصور على قضاء الكثير من الوقت معهم، قبل التقاط صورهم.
وبالنسبة إلى الصحفية، شكل التحدي الرئيسي حرصها على شمل الجرحى من النساء في المشروع، إذ قضت الصحفية ساعات أو أيام بهدف اقناع شابتين أو 3 شابات في المشاركة.
ومع أنها تمكنت من إقناع شابة واحدة، إلا أنها اعتذرت بعد عام مع أنها كانت متحمسة للمشروع، وفقاً لبيلينغريري.
ومن هذا المشروع، تؤكد بيلينغريري على أهمية أن يتحلى المرء بالتعاطف، وإظهار التضامن.
وعبّر مامو عن مشاعره تجاه الحرب قائلاً: "أريد أن يفكر الأشخاص في كيفية تغيّر الحياة كلياً بسبب الحرب، والقرارات الخاطئة أثناء وضع السياسات، وكيفية تأثير هذه القرارات بشكل مباشر على الأفراد، والمدنيين، وخاصة الأطفال".