دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- الكثير من الصفات "المخيفة" تُلاحق المنطقة المنزوعة السلاح في شبه الجزيرة الكورية، إذ يعتبرها البعض من بين أكثر المناطق حشداً للجنود في العالم، بينما يُشير آخرون إلى كونها أحد أخطر الأماكن على وجه الكرة الأرضية.
وكانت هذه المنطقة المحدودة بين كوريا الشمالية والجنوبية، التي يبلغ طولها 250 كيلومتراً وعرضها 4 كيلومترات، قد أنشأت في العام 1953، واستحوذت على اهتمام الفوتوغرافي جيونغ سونغ إيك.
وعمل المصور، وهو من كوريا الجنوبية، في المنطقة المنزوعة السلاح منذ حوالي 20 عاماً، وذلك بهدف توثيق الحياة اليومية للجنود في كوريا الجنوبية.
وقال سونغ إيك إن "جزءاً من عملي هو تتبع الجنود، حيث أرى الشباب وهم يذهبون إلى أماكن خطرة للغاية"، مضيفاً: "رغم أنني أعتقد أنه من الجيد إظهار حضور جيشنا القوي، إلا أنني أحاول التقاط مشاعرهم بقدر الإمكان، مثل السعادة، وتعابير الوجه الأخرى".
وخلال وجود المصور الفوتوغرافي في المنطقة المنزوعة السلاح، لم تجذبه المناورات العسكرية، وملابس الجيش فحسب، وإنما أوضح قائلاً: "بصفتي مصوراً عسكرياً، من المثير للاهتمام أن أشهد آثار الحرب داخل المنطقة المنزوعة السلاح، بالإضافة إلى رصد كيفية الحفاظ على بيئتها بشكل جيد، ولهذا السبب أزور المنطقة في بعض الأحيان".
وتقول الحملة الدولية لمنع الألغام الأرضية إنه يتواجد أكثر من مليوني لغم في المنطقة المنزوعة السلاح. ورغم أن هناك جهوداً مستمرة من البلدين والمجتمع الدولي لإزالة ألغام المنطقة، إلا أنه لم يتم اكتشاف الكثير منها حتى الآن".
ونظراً إلى أن جيونغ وُظف من قبل الجيش الكوري الجنوبي لتوثيق المنطقة المنزوعة السلاح، فقد سُنحت له فرصة دخول أماكن غير مفتوحة لعامة الناس.
وبالطبع، هناك وجهات ينصح المصور جميع السياح بزيارتها لتكوين لمحة عن المنطقة، منها "Baengmagoji Monument"، وهو نصب تذكاري لأحد أكثر المعارك دموية في الحرب الكورية، حيث قُتل فيها أكثر من 17 ألف شخص، وذلك بحسب منظمة السياحة الكورية.
ويقول جيونغ: "أعتقد أن مهمتي هي جعل المنطقة منزوعة السلاح معروفة في جميع أنحاء العالم"، مضيفاً: "وفي حال وقع التوحيد الكوري مستقبلاً، ستحمي وتُحافظ أعمالي على صورة المنطقة المنزوعة السلاح اليوم".