دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – بحثت، مها العساكر، عن نفسها بين طيات الحياة، فسلكت في كل مرة أسلوباً مهنياً جديداً لإيجاد نفسها، ولكنها وبعد بحث طويل ولا يزال قائماً، وجدت في عدسة الكاميرا، وسيلة لإشباع فضولها لفهم العالم من حولها.
وتمثل صور العساكر "رسوماتها وصوتها واستنتاجاتها" لفهم نفسها، إذ تجد فيها وسيلة "لمحادثة نفسها" ومشاركة هذا النقاش مع العالم. ولم تختر الفنانة البصرية الكويتية توجهاً واحداً لصورها، بل قررت "التعامل مع قضايا الهوية والثقافة" وحياة المرأة، إذ شبهت كاميرتها بجهاز الأشعة السينية (X-ray) لإظهار ما بداخلها من مشاعر.
ومن ضمن أعمالها العديدة، ركزت الفنانة الكويتية على دراسة نفسها كامرأة من خلال مشروع "Undisclosed" للتحدّث عن "القيود التي يضعها المجتمع"، وكيف تتعامل معها، إذ اختارت العساكر أن تضع على وجهها بعض الأشياء التي تمثل الأفكار المختلفة لتجسيد رأي معين.
ولم تكن تلك التجربة سهلة بالنسبة إليها، إذ قالت لموقع CNN بالعربية، إنها "لم تستطع التنفس في بعض الأحيان"، ولكنها رفضت الاستسلام لتلك المشاعر وأبقت رأسها مرفوعاً لإكمال التصوير.
واستخدمت الفنانة عدة مواد مختلفة لمناقشة الأمور المتعلقة بالمرأة، إذ وضعت مشداً على وجهها، لتسليط الضوء على النظرة السابقة للمجتمع الذي جسد المشد كنوع من "علامات الجمال في العصور القديمة"، كما أنه دل على "الطريقة التي يجب على المرأة أن تظهر بها"، والمعاناة التي واجهتها النساء، على حد تعبير العساكر.
أما الحزام، فقد استخدمته الفنانة البصرية للإشارة إلى "الذكور" والاختلاف بين الأجناس، كما دلت حركة ربط الحزام حول وجهها على "القيود والنضالات". واستخدمت العساكر نبتة الملفوف في صورها، إذ لفتت إلى أن هذه النبتة "ذكرتها بالطريقة التي يجب على المرأة فيها أن تغطي جسدها دائماً"، كما تقوم ألياف النبتة بتغطية بعضها البعض تماماً.
وأدى العش دوراً أساسياً في التأثير على العساكر، التي قامت ببنائه حول وجهها باستخدام يديها ومن ثم شدته مما أدى إلى إصابتها بنوبتين من الهلع، ولكنها استمرت بالتصوير، واكتشفت من خلال هذه التجربة بالذات السبب وراء ما تفعله.
واختارت الفنانة البصرية عنوان "Undisclosed" الذي يترجم إلى عبارة "لم يكشف عنها"، لكونه يجسد واقع الشرق الأوسط، حيث "تتعلم النساء حبس مشاعرهن وعدم الإفصاح عنها"، إذ قالت العساكر إنه "يطلب من النساء أن يخفضن أصواتهن لأن "السافلات" هن من يتكلمن بصوت عالي، وارتداء الثياب بحشمة، والظهور بطريقة مثالية وجميلة لزوج المستقبل".
وتسعى العساكر من خلال مشروعها إلى مواجهة نفسها ومخاوفها، وتسليط الضوء على التحديات التي تقف في وجه النساء في الشرق الأوسط، اللواتي يضطررن في الكثير من الأحيان إلى كبت مشاعرهن وعدم التعبير عن أنفسهن، على حد تعبير العساكر، بسبب السلاسل التي قد يضعها المجتمع حولهن.