دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- جسد جذاب مشدود، وعضلات بطن ممشوقة.. ما هذه إلّا مواصفات يردّدها المجتمع لدى التعريف بالرجل الحقيقي. فإظهار مشاعره الحساسة أو نقاط ضعفه، على سبيل المثال، هو أمر غير وارد في معجم المجتمع.
وفي أحد شوارع بلادها، قررت المصورة المغربية، ياسمين حاتمي، أن تستخدم عدسة كاميرتها لتحرر الرجال والنساء أيضاً من قوقعة المجتمع، والصور النمطية المتداولة.
ويظهر في سلسلة صور حاتمي "The New Romantics"، أي "الرومانسيون الجدد"، بعض الشباب الذين طلبت منهم المصورة التقاط زهور من اختيارهم. وبطريقة رمزية، تمكنت من تسليط الضوء على مواضيع عديدة اعتقد بعض الأشخاص أنها غير موجودة، مثل الرومانسية، والجانب الحساس.
وبينما كانت تلتقط صور الشباب، استطاعت حاتمي أن تخلق مساحة جديدة، تسمح للجميع بأن يكونوا على طبيعتهم دون إبداء أي أحكام مسبقة. وأمام عدسة كاميرتها، لم يتردد الشباب بإظهار جوانبهم المختلفة، سواء كانت نقاط ضعفهم أو إحساسهم بالرومانسية.
وغالباً، ما تظن النساء أن جميع الرجال يتشابهون من ناحية السلطة ونظام الأب، ولكن هذه الصور قد ساعدت حاتمي على اكتشاف جوانب أخرى لهؤلاء الشباب "المختلفين". فهم ليس لديهم التوق إلى الحب والحرية فحسب، وإنما يتمتعون بأسلوب فريد، وحس الفكاهة، بالإضافة إلى التعاون والتضامن.
وفي حديثها مع موقع CNN بالعربية، قالت حاتمي: "من خلال عملي، أحاول إزالة الحدود التي لا تزال موجودة بين الرجل والمرأة حتى يومنا هذا. فهناك أماكن تسنح للجنسين بفرصة الالتقاء والتساوي بين بعضهم البعض"، موضحة: "أنا أؤمن بشدة أن الثقافة والفن يمكنهما مساعدة المجتمع على إزالة تلك الحواجز".
ولطالما كانت تميل المصورة المغربية إلى العمل على مواضيع مختلفة، كانت أولها المناطق المهجورة، والنوستالجيا، والماضي. وبعد عودتها من إسبانيا إلى المغرب، منذ حوالي 5 سنوات، لم تجد في شباب بلدها سوى الإلهام والأمل بتحقيق مستقبل أفضل.