دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في عالم أفلام الرعب، عادة ما يبدأ الخوف وعنصر التشويق بالتسلّل إلى قلب المشاهد، عندما يعم الهدوء غرفة العرض، ويركز المشهد على مكان مهجور وفارغ، لا صوت فيه ولا حركة.
ولكن، ماذا لو لم تكن هذه الأماكن مجرد مشاهد عابرة في فيلم رعب؟
وبدأ المصور الأمريكي، جوني جو، رحلة البحث عن الأماكن المهجورة بعد أن سحره جمال إحدى البيوت القديمة والفارغة في ولاية أوهايو الأمريكية، حيث سيطر العفن على المكان، وغطت الكروم والنباتات المنزل.
وذكرّه هذا المكان المهجور بأحد أفلام الرعب المفضلة لديه، ومنذ ذلك الحين، بدأ المصور الأمريكي رحلة بحثه عن الأماكن المهجورة، لالتقاط صور لخفايا هذه الأماكن التي مرّ عليها الزمن.
ومن ضمن الأماكن العديدة التي التقط جو الصور لها، ركزت عدسة كاميرته على عدة مستشفيات ومراكز صحية مهجورة، حيث وجد في كل منها بقايا أدوات طبية، بالإضافة إلى قصص وحكايات مخيفة ومرعبة. وفي إحدى مغامراته تسلّل جو برفقة زملاء له إلى مستشفى "Riverside" المهجور، الذي تقول بعض الإشاعات إن أرواح الأطباء والمرضى العاملين فيه قبل إغلاقه في عام 2002، لا تزال تسكنه.
والتقط جو عدة صور لمعدات طبية وإبر مستخدمة وملطخة بالدم، كما لاحظ أن المنظر العام للمكان، يبدو وكأن الأطباء والمرضى هجروا المكان فجأة وسط عملية جراحية.
ولم تنته المغامرة، التي حصلت بمحض الصدفة، عندما كان يتجه المصور برفقة أصدقائه لتصوير مصنع سيارات فاخر مهجور، بالتقاط بعض الصور فحسب، بل اضطرت المجموعة إلى الاختباء من دورية شرطة، انتشرت في المكان بعد أن عرفت بأن أحد الأشخاص تسلّل إليه.
وفي حديث لموقع CNN بالعربية، قال جو إنه شعر بالخوف في بداية رحلاته داخل الأماكن المهجورة، ولكن تلك المشاعر حفزته وجذبته نحو التقاط المزيد من الصور لهذه المواقع، مشيراً إلى أن الغرض من التقاط صور كهذه ليس لمجرد إشباع حس المغامرة، بل لتسليط الضوء على "انهيار الاقتصاد" في بعض المجالات والأماكن، ولتوضيح علاقة الناس "بما هو قديم، وما هو جديد".
وشارك المصور الأمريكي بعض القصص والحكايات الغريبة التي تدور حول الأماكن التي التقط الصور لها، إذ قال في إحدى مذكراته إن "ملجأ نيويورك" حمل ماضياً "أسود" بين جدرانه، مضيفاً أن الممرضات اللواتي كن يعملن في المركز "استذكرن العديد من قصص التعنيف التي واجهها المرضى".
وكتب في مذكرة أخرى عن ملجأ آخر تحول من مكان يرتاح فيه الناس إلى مكان يُعذّب فيه الأشخاص بطرق "علاج غامضة"، مثل "العلاج بالصدمة الكهربائية"، وغيرها من الأساليب القاسية على حد تعبيره.
وجمع المصور الأمريكي بعض الصور التي التقطها للأماكن المهجورة في كتاب بعنوان "Ohaio's Forgotten History"، الذي سيُنشر خلال العام 2019. ويشعر جو بالخوف والغرابة في الأماكن المهجورة، كونها كانت يوماً مليئة بالناس، وتحولت إلى مهجورة وفارغة.
ولكن ذلك لم يقف في وجه شغفه بالتصوير، بل شجعه على البحث في السجلات أو استكشاف الأماكن التي يتحدث عنها الناس لإيجاد مغامرته التالية.