دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— بمجرد دخولك إلى أحد المتاحف التاريخية، ستُلاحظ أن عاملاً واحداً تشترك فيه غالبية اللوحات الفنية، وهو عدم توفر عنصر الابتسامة.. فما السبب؟
قد تعتقد بداية أن أصحاب هذه اللوحات قد امتنعوا عن الابتسامة لتفادي إظهار أسنانهم "السيئة"، ولكن يلاحظ الكاتب نيكولاس جيفيس في مقالته "The Serious and the Smirk: The Smile in Portraiture"، أن الابتسامة كانت "غير عصرية".
واليوم، تعتبر الابتسامة مؤشراً على السعادة والود، حتى باتت من الشروط الأساسية للتصوير الفوتوغرافي. فمن المعروف أن الابتسامة لا تستغرق سوى ثوان معدودة إذا أردت التقاط صورة ذاتية، ولكن ستشعر بالتعب حتماً إذا ابتسمت لفترة طويلة حتى تُرسم صورتك.
وقال جيفيس إن "الابتسامة تشبه احمرار الخدود"، فهي ليست تعبير بقدر ما هي استجابة لفعل ما، لذا لا يمكن الحفاظ عليها أو تسجيلها بسهولة. وكان أنطونيلو دا مسينا من أحد فناني عصر النهضة القلائل الذين كانت الابتسامة ظاهرة في أعمالهم.
وبحلول القرن السابع عشر في أوروبا، قرر الأرستقراطيون أن إظهار الأسنان، في الأماكن العامة والأعمال الفنية، هو بمثابة تعبير خُصص للطبقات الدنيا والسكارى وفناني المسارح.
بعد تطور التصوير الفوتوغرافي خلال منتصف القرن التاسع عشر، باتت الابتسامة جزءاً أساسياً من أساسيات الصورة، حيث قدم الرسامون المعاصرون، الذين يعملون في مجال البورتريه، ابتسامات مقلقة لطرح معان اجتماعية سياسية مشؤومة.