دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في الماضي، اعتاد المصور الفرنسي، فريد لاهاش، على الاستماع إلى القصص التي كان يسردها له صديق طفولته حمزة، بعد عودته إلى المغرب من السفر في كل صيف. ومن خلال مشروع "البحث عن حمزة" (Looking for Hamza)، حاول المصور توثيق تلك القصص من خلال عدسته.
وعندما زار الفرنسي فريد لاهاش المغرب مع عائلته مؤخراً، لم يفوت عليه فرصة إحياء ذكرياته التي قضاها مع صديق طفولته، حمزة.
وقال المصور المقيم في باريس في حديث لموقع CNN بالعربية: "لم أستطع أن أقاوم محاولة تجسيد تلك القصص، وتخيله وهو بجانبي. والمشروع عبارة عن يوميات من رحلة لم نقم بها أبداً".
ومن الدار البيضاء وصحراء أجافاي، إلى منطقة إمليل ووادي أوريكة، تجول المصور في مختلف المناطق في المغرب.
وينعكس ذلك من خلال صوره التي تتراوح من المناظر الطبيعية الساحرة القاحلة تارةً، والمغطاة باللون الأخضر تارةً أخرى، إلى مشاهد من شوارع البلاد.
وخلال عدسته، حرص المصور على إيجاد زوايا تبين فترتين من حياتهما (هو وحمزة)، وهما وقت طفولتهما، وعلاقتهما الحالية اليوم، وذلك لتجنب تحول سلسلة الصور إلى مشروع يبعث شعور الحنين إلى الماضي، وهو أمر لم يرغب به، وفقاً لما قاله.
ولم يلتقط الفرنسي الصور بعشوائية، إذ أنه حرص على تخيل ما كان سيلفت انتباهه وانتباه صديقه في الماضي، أي خلال طفولتهما.
كما أراد المصور دمج ذلك مع علامات تصورية تشير إلى الأخوة، والتعلق، حسب ما ذكره.
ورغم عيشهما في مدن مختلفة اليوم، إلا أن لاهاش وحمزة لا يزالان على اتصال دائم.
واكتشف صديقه مشروع "البحث عن حمزة" بعد ظهور عدة مقالات عنه، ما شجعه على الاتصال بالمصور الفرنسي ليعبر عن تقديره، فقال لاهاش: "كانت مكالمتنا عاطفية كما يمكنك أن تتخيل".
وأضاف الفرنسي: "لقد كنت سعيداً لأنني أبقيتها مفاجئة، وشعرت أيضاً بالفضول بشأن رأيه، إذ كانت هذه صوري وتفسيراتي لأمر استحضرته من حياته. ودائماً ما آمل أنني لم أشوه الأشياء كثيراً أو أؤذي مشاعره".
ولكن، أكّد المصور أن حمزة أحب فكرة المشروع.