دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بدأت عملية الطباعة ثلاثية الأبعاد كطريقة لصنع المنتجات البلاستيكية، إلا أنها تطورت مع الوقت لتتحول إلى تكنولوجيا تصنع أي شيء من أجزاء الجسم إلى المخبوزات.
ولكن هناك من يفكر بمشاريع أكبر من هذه، لتتمحور حول طباعة أبنية من الخرسانة، إذ أعلنت شركة "إعمار" العقارية إنها تستخدم خاصية الطباعة ثلاثية الأبعاد، لطباعة منزلاً كجزء من مشروع "Arabian Ranches III Complex" في دبي.
وبُني 20 مبنى فقط من حول العالم من خلال هذه الخاصية، ويبدو أن إمارة دبي تسعى إلى الاستحواذ على هذه الصناعة الناشئة، إذ تُعد الإمارة موطناً لأول مكتب مطبوع ثلاثي الأبعاد في العالم، بالإضافة إلى مختبر بحث بالطباعة ثلاثية الأبعاد للطائرات دون طيار.
وبهدف الحصول على ربع المباني الجديدة ثلاثية الأبعاد المطبوعة بحلول عام 2030، يبدو أن دبي ستصبح مركزاً لهذه المباني عالية التقنية.
ويستخدم أسلوب الطباعة ثلاثية الأبعاد الخصائص ذاتها التي تستخدم لطباعة دمية، ولكن على نطاق أكبر وباستخدام الخرسانة بدلا من البلاستيك.
وتُضخ الخرسانة في فوهة ملحقة بذراع آلية أو سكة حديدية أو حزام ناقل، والتي تضغط عليها في شرائح لبناء الهيكل طبقة واحدة في وقت واحد، أو لتصنيع أجزاء مكونة.
ويقول ناشطون في هذا المجال إنه من الممكن أن تكون هذه التقنية أسرع، وأقل تكلفة، وأكثر استدامة من الطرق التقليدية، إذ تتنبأ "Smart Tech Publishing"، بأن صناعة الطباعة ثلاثية الأبعاد ستُقدر قيمتها بـ 40 مليار دولار بحلول عام 2027.
وقال هنريك لاند نيلسين، المدير التنفيذي لشركة الطباعة الثلاثية الأبعاد الدنماركية "COBOD" الدولية، إن "دبي هي من أكثر الأسواق تشويقاً"، مضيفاً أن الطلب الواضح على المباني المطبوعة ثلاثية الأبعاد في الإمارة، يطمئن شركات المقاولات إلى أهمية الاستثمار في هذه التكنولوجيا.
وبدوره، لفت لاند نيلسون، الذي يعمل مع عملاء في دبي، إن هذه التقنية قد تؤدي إلى توفير كبير في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث تعتبر اليد العاملة مرتفعة الثمن، ولكنه لفت إلى أن حماس حكومة دبي، ستسرع من تطوير التكنولوجيا إلى نقطة يمكن أن تخفض فيها التكاليف بشكل كبير.
وكشفت شركة "Concreative" الناشئة والمتمركزة في دبي، عن مرفق الطباعة ثلاثية الأبعاد الخاص بها، كما قال مدير العمليات في الشركة، فينسينت ميليت، إن شركته هي"الأولى في الإمارة التي تعمل على نطاق صناعي".
وستقوم منشأة الشركة بتصنيع أعمدة، وسلالم، وجدران من الخرسانة، إذ لفت ميليت إلى أنه يعمل على تطوير المكونات وبناء هياكل أكبر من خلال تجميع العناصر.
وبدوره قال شيرجيو كافالارو، وهو خبير في البنية التحتية من جامعة "Loughborough" بإنكلترا إن السعي في مشروع الهندسة ثلاثية الأبعاد غير مربح في هذه اللحظة، مشيراً إلى أن الأعمال المربحة بشكل أكبر، تكمن في المشاريع الأقل ملاءمة مع البناء التقليدي.
واقترح كافالارو، أن تتمركز الطباعة ثلاثية الأبعاد للملاجئ في المناطق التي لا يستطيع الناس الوصول إليها بسبب خطورتها أو البناء تحت الأرض، كما رأى أن المستقبل سيكون في قوالب أكثر تعقيداً وفيها العديد من الانحناءات الغريبة وثقوب "من الصعب صنعها باستخدام الطرق التقليدية مما سيدفع الزبون الذي يريد أن يشتري البناء إلى دفع قيمة أكبر".