دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في البداية، أرادت المصورة العراقية والفلسطينية سما الشيبي توثيق الصحراء كموقع جغرافي وتاريخي مشترك لسكان الشرق الأوسط. ولكن، عند بدئها في رحلتها عبر الصحاري، تطور المشروع ليتمحور حول أزمة تهدد استقرار منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فما هي؟
وولدت المصورة سما الشيبي من أم فلسطينية وأب عراقي، وتلونت طفولتها بأعوام من الهجرة نتيجة الحرب بين العراق وإيران، ومع أنها حصلت على الجنسية الأمريكية، إلا أن الشيبي تؤكد أنها كانت لاجئة، وستكون دوماً كذلك.
وخلال مشروع "سلسلة"، الذي استوحته من رحلات الرحالة الشهير ابن بطوطة، أرادت المصورة توظيف جسدها كـ"رابط مجازي للهجرة، والصحراء، ومختلف المجتمعات والأمم"، وفقاً لما قالته في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.
وكان هدف المصورة يكمن في زيارة أكبر عدد من المواقع التاريخية في الصحاري التي قرأت عنها في كتابات ابن بطوطة، وزيارة كل بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ولكن، تغير ذلك بعدما علمت بمشكلة ندرة المياه العذبة التي تهدّد استقرار منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ليتخذ مشروعها منحى جديد.
وأصبح المشروع عبارة عن رحلة للبحث عن "الصلة مع بعضنا البعض كمجتمعات مترابطة، وكأمم ستعاني من مستقبل لا يمكن تخيله في وجه التغير المناخي في سياق الخلل السياسي، والاجتماعي"، وفقاً لما ذكرته.
وخلال المشروع، تُبيّن المصورة علاقة روحية وأساسية بالماء، وهي تعكس حقيقة أننا مرتبطون ببعضنا البعض كأفراد، ونرتبط بالعالم الطبيعي أيضاً، ما يعني أننا "سنرث المستقبل المشترك جميعنا".
وقامت المصورة بعكس الصور التي التقطتها بشكل يستحضر الجماليات الإسلامية التي يؤكد فيها التماثل علاقتنا بما "ربّاني"، وفقاً لما قالته.
وعند حديثها عن البلدان التي زارتها خلال عملها على مشروع "سلسلة"، أكدت الشيبي أن المشروع يحرص على عدم تسمية البلدان التي التُقطت فيها الصور، ففي النهاية، هو يهدف إلى "التفكير بالصحاري والمياه، بمثابة عنصرين لا يمكن تقييدهما بالحدود الوطنية".
وتؤكد المصورة أن ندرة المياه ليست بمشكلة جديدة في المنطقة، ومع ذلك، فإن عدم القدرة على الاستجابة لها بشكل فعال بسبب التغير المناخي، وتفكك الإدارات في وسط الاضطرابات السياسة المتنامية، تجعل المشكلة تمتد لفترة طويلة.
وعملت المصورة على هذا المشروع بشكل متقطع، واستغرق إكتماله 8 أعوام سافرت خلالها بين النظم البيئية الصحراوية المجاورة للبحر الأبيض المتوسط، والبحر الأحمر، كما أنها قامت بتوثيق 15 دولة ذات غالبية مسلمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.