دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قد يُعرفن بـ"هوانم سيتي غاردن" في مصر، وبـ"طنطات الأشرفية" في لبنان. ولكن، مهما اختلفت مسمياتهنّ، يرى الفنان التشكيلي المصري عبدالوهاب حوّام أنهنّ موجودات في جميع الدول العربية، فمن هؤلاء النساء اللواتي يجسدهن الفنان في سلسلته التي تُدعى "نساء المدينة الفاضلة"؟
وبعد انتقاله من القرية التي نشأ فيها إلى المدينة، اشتاق الفنان التشكيلي المصري عبدالوهاب حوّام إلى الحياة الاجتماعية التي كان يعيشها في طفولته.
ولذلك، سوف ترى آثار تلك الحياة الاجتماعية، وهي تتجسد في مختلف أعماله الفنية، ومنها سلسلة "نساء المدينة الفاضلة" (Women of Utopia).
وتكثر في سلسلته مشاهد متكررة لنساء مصريات، أو "ستات مصريات"، وفقاً لتعبير الفنان، وهنّ يقابلن بعضهن البعض في جلسات تصاحبها القهوة، وتتخللها الثرثرة، والصداقة.
واعتاد الفنان على رؤية هذه المشاهد في بيئته الريفية منذ صغره، سواءً في أسواق مصر القديمة وشوارعها، إضافةً إلى الأفلام القديمة باللونين الأبيض والأسود، ومن خلال كبار السن وحكاياتهم.
ومن خلال رسوماته، حاول حوّام "توثيق العادات الشرقية التي بدأت تنقرض مع وجود التكنولوجيا والهواتف الذكية"، وفقاً لما قاله في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.
ولذلك، فإن المدينة الفاضلة التي تخيلها الفنان أثناء العمل على لوحاته هي عبارة عن فترات الستينيات، والسبعينيات، والثمانينيات من القرن الماضي، كانت تتميز بالحياة الاجتماعية.
ولم يعط الفنان سلسلته عنواناً إلا قبل تجهيزه لمعرضه الخاص الأول في بيروت في أواخر عام 2018.
وكان اسم "نساء المدينة الفاضلة" العنوان الأنسب بالنسبة له بسبب احتواء كل لوحاته على النساء الجالسات اللواتي كنّ يخصصن وقتاً لنشاطات لا علاقة لها بأشغالهن اليومية والمنزلية، مثل التجمع مع بعضهن البعض، والحوار، والقيام بنشاطات مسلية مثل قراءة الكف، وعزف الموسيقى.
ومع أن سلسلته مستوحاة من نساء مصر، إلا أن حوّام أكد أن النساء في لوحاته قد يمثلن أيضاً النساء المتواجدات في مختلف الدول العربية.
وقال المصور إن الزوار اللبنانيين الذين قاموا بزيارة معرضه أشاروا إلى النساء في لوحاته بالقول إنهن "طنطات الأشرفية"، والأشرفية هي منطقة في العاصمة اللبنانية، بيروت.
ولذلك، يرى حوّام أن هؤلاء النساء موجودات في كل مدينة، وكل منطقة في العالم العربي، وتختلف مسمياتهن فقط.
وأشار الفنان إلى وجود تسمية لهؤلاء النساء في مصر أيضاً، وهي "هوانم جاردن سيتي".
ويرسم حوّام نساءً من زمن لم تُوجد فيه أي معايير جمالية، وفقاً لما قاله، ولذلك تزدخر لوحاته بنساء بأحجام وأشكال مختلفة، ومنهن ممتلئات القوام، والنحيفات أيضاً.
وفي حديثه عن ذلك، قال الرسام إنه يرسم النساء وهنّ "على طبيعتهنّ"، وبجمالهنّ الطبيعي.