دبي، الإمارلت العربية المتحدة (CNN) -- يحول المصور الألماني كريستين فوجيت هياكل الديناصورات إلى أعمال فنية مذهلة، دون الحاجة إلى أن يمسّها. إذ يعرض المصور تلك الحفريات بعزلة تامة لتبدو وكأنها على قيد الحياة، مما يعطي انطباعًا أن الصور قد التقطت داخل استوديو تصوير متخصص.
ولكن الحقيقية غير ذلك، يقوم فويت بالتقاط هذه الصور من داخل المتاحف دون تحريك تلك الحفريات التاريخية الثمينة.
ويقول فويت في مقابلة عبر الهاتف: "بالطبع لا أستطيع تحريك الهياكل العظمية، لذا عليّ أن أعمل مع الوضع المتاح. ولا أقوم باستخدام أي إضاءات إضافية، اعتمد فقط على الإنارة المتاحة. فالمتاحف لا يعجبها الوضع عندما تبدأ في وضع الكابلات وحامل الكاميرا الذي يمكن أن يسقط في أي لحظة؛ فهم يريدون الحد الأدنى من المخاطر".
أما عن أداته السرية؟ فهي مجرد ستارة سوداء.
يقول فوجيت إنه في بعض الأحيان يستخدم قطعة قماش سوداء كبيرة ليضعها إما خلف الهياكل العظمية أو خلفه إذا كانت الهياكل موضوعه داخل قالب من الزجاج لتجنب الانعكاسات. ويستغرق إعداد ذلك وقتاً طويلاً، وعادة ما يصل إلى ساعتين لكل صورة".
وقد استلهم فويت هذه السلسلة من الصور لأول مرة بعد تجوله داخل متحف التاريخ الطبيعي في لندن والتقاطه صورة لهيكل الحوت الأزرق الرائع المعلقة في مدخل القاعة.
ويقول فويت "تمتلئ المتاحف دائماً بالهياكل العظمية. ولديهم ما يصل إلى 20 هيكل عظمي داخل حجرة واحدة - وهذا في بعض الأحيان. وفكرتي تتمحور حول إخراج الهياكل لمساحة أوسع، ووضعها في المكان والإضاءة المناسبة".
ويقوم فويت بالتقاط الصور باستخدام مزيج من التقنيات القديمة والحديثة. حيث يستخدم الكاميرا اليدوية لالتقاط الصور، ولكنه يقوم بنقلها لاحقاً إلى ملف رقمي للاستفادة من الدقة العالية. وتقوم معظم أعمال ما بعد الإنتاج في الغالب على إزالة كل ما هةو غير متعلق بالمجسّم رقمياً.
لم يكن من السهل إقناع المتاحف بالسماح له بالعمل داخلها، في البداية الأمر، حتى خلال الأيام التي كانت فيها المتاحف مغلقة للجمهور. ولكن بمجرد أن تمكن فويت من عرض صوره الأولية، بدأت المتاحف بفتح أبوابها له، ولكن مقابل أجر من أجل ساعات الفتح الإضافية، في بعض الأحيان.
ويختار فويت الهياكل العظمية الأصلية والكاملة كمعياره الرئيسي لالتقاط الصور. ونظراً لأنه لا يستطيع تحريك المجسمات، يكون من الصعب أحياناً أن يتسع المجسم كاملاً داخل إطار الصورة، مما يجعل موقع الكاميرا الجزء الأصعب في التقاط الصورة، على الرغم من أنه يستفيد من استخدام العدسات ذات الزاوية الواسعة.
يقول فويت إنه على الرغم من أن الموضوع ليس جديداً ،إلا أنه لم يقم أحد بتصوير مجسمات هياكل الديناصورات بهذه الطريقة من قبل.
ويضيف فويت: "ليس هناك الكثير من التلاعب على الهيكل نفسه. أقوم بتعديل الإضاءة قليلاً لإعطائه مظهراً سلس، ولكن نطاق الألوان هو نفسه الأصلي إلى حد ما بالنسبة إلى معظم الصور، إن لم يكن جميعها".
تتكون مجموعة فويت بعنوان "Evolution"، والتي تعني تطور، من 16 صورة، ويقوم فويت بطباعتها محدودة من 12 صورة فقط. ثم يبيعها مقابل مبلغ يتراوح من 30 إلى 50 ألف يورو، أي ما يعادل حوالي 33 إلى 56 ألف دولار، فهي تعد عناصر فاخرة حقاً بالنسبة إلى جامعي الأعمال الفنية.
وخلال السنوات الأخيرة، تم بيع حفريات لديناصورات فعلية مقابل أسعار خيالية.
وفي عام 2018 ، بيع هيكل عظمي لديناصور من نوع "T-Rex" يبلغ طوله 30 قدماً تقريباً في مزاد علني بمبلغ 2.4 مليون دولار. وفي بداية هذا العام، أدرج مسكتشف حفريات هيكل عظمي لديناصور من نوع T-Rex على موقع "eBay" مقابل ما يقارب 3 ملايين دولار. وقد انتقد عدد من العلماء هذا الفعل مبررين أن هذه العينات تنتمي إلى المتاحف، حيث يستطيع الجمهور تقدير قيمتها الحقيقية.
ويأمل فويت أن تجذب صوره الاهتمام الصحيح قائلاً: "لقد أطلقت اسم تطور على مجموعتي لأن هذه الكائنات كانت حقاً حية، وليست من إنتاج هوليوود أو جزء من مسلسل صراع العروش".
ويتابع فويت: "ما زلنا لا نعرف الكثير عن تلك الكائنات، ولكن عندما نتعمق فيها أكثر وأكثر، تصبح أكثر روعة".