لندن، المملكة المتحدة (CNN)-- إذا كنت تأمل في قضاء وقت ممتع في استكشاف العالم الطبيعي داخل متحف برستول بالمملكة المتحدة، فقد تفتح رحلتك عينيك للواقع أكثر مما كنت تتوقع.
ويحتضن معرض "World Wildlife Gallery" مجموعة كاملة من معروضات الحيوانات، ومن بينها وحيد القرن، والنمر، والزرافة، والشمبانزي، بالإضافة إلى حيوانات أخرى كثيرة.
وباستثناء أيام الخميس، ستكون الحيوانات المحنطة، والتي يفوق عمر معظمها 100 عام، معروضة بطريقة مختلفة كلياً، إذ سيتم تغطية جميع المعروضات بستار أسود لتسليط الضوء على مدى خطورة أزمة انقراض الحياة البرية.
ويتضمن الأمر تغطية أحد أبرز المعروضات في المتحف، وهو حيوان الغوريلا الذي يعرف باسم ألفريد. وتم تغطية وجه الغوريلا المشهورة لتذكير الزوار بأن الغوريلا في الأراضي المنخفضة الغربية مُهددة بالخطر بسبب الصيد غير القانوني، وفقدان الغابات، والأمراض التي تنتشر بيد الإنسان. وعاشت الغوريلا داخل حديقة برستول للحيوان من عام 1930 إلى 1948.
وقالت كبيرة أمناء العلوم الطبيعية بالمتحف، إيسلا جلادستون، إن ألفريد يتمتع بمكانة خاصة في قلوب سكان مدينة برستول، إذ كان يعد بمثابة شخص مشهور.
وأضافت جلادستون: "كان الناس يقطعون أميالاً لرؤيته، وكانوا يجلسون ويتحادثون إلى هذا الحيوان الرائع، أو يتفادون الفضلات التي كان يشتهر برميها على الزوار. وإن منزله الآن هو متحف بريستول، وما زال الناس مستمرين في زيارته".
وألفريد ليس بمفرده، فجميع الحيوانات المغطاة هنا مهددة بالانقراض.
وتقول جلادستون إن التدخل، الذي يعرف باسم "أصوات الانقراض"(Extinction Voices)، مهم الآن لأن الكثير من الناس لا يدركون الوضع الخطير الذي تعيشه تلك الحيوانات.
وأضافت جلادستون أن فريق المتحف توصل إلى فكرة وضع الستار لمساعدة الناس في تخيل عالم خالٍ من هذه المخلوقات، ويُعد الستار أيضاً إشارةً مرئية للزي الفيكتوري للحداد على أنواع الحيوانات.
وتوضح جلادستون قائلة: "على سبيل المثال، أصبحت الزرافة الآن مهددة بخطر كبير، ويعتقد الناس بأنها شائعة. ولذلك، من خلال حجبها، يمكننا مساعدة الناس على استيعاب خطورة الموقف".
ويعد تدخل متحف بريستول استجابة لتقرير بارز صادر عن منظمة المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية (IPBES).
وفي مايو/ أيار الماضي، كشف التقرير وجود مليون نوع من الحيوانات مهدد بالانقراض بسبب البشر، كما أن الكثير منهم قد ينقرض في غضون عقود.
ويأمل المتحف أن يسلط الضوء على قصص الحيوانات ومحنتها من خلال سرد تاريخ بعض الحيوانات المغطاة بالستار لأول مرة، بما في ذلك قصة النمر الذي ُقتل في رحلة صيد غير شرعية للملك جورج الخامس في نيبال في عام 1911.
وكان النمر واحداً من بين 39 نمرا قُتلوا على يد الملك البريطاني الأسبق وفريق من المسؤولين، كما قُتل 18 من حيوان وحيد القرن، و4 من حيوان الدب الكسلان أثناء الرحلة.
كما سيتم عرض "شجرة انقراض" سوداء، لدعوة الزوار لمشاركة أفكارهم الخاصة عن طريق الكتابة أو الرسم على أوراق الشجر الخضراء لبناء مجموعة مشتركة من الأفكار والإجراءات.
وقال نائب عمدة مدينة بريستول، كريج تشيني: "نحن ندرك خطورة أزمة انقراض الحياة البرية، وندرك حقيقة أنه لم يفت الأوان بعد لإحداث تغيير".
وأضاف: "تلعب مجموعة الحياة البرية في متحف ومعرض فنون برستول دوراً فريداً في تسليط الضوء على الأزمة من خلال أصوات الانقراض. ونأمل أنه سيلهم الأشخاص للتفكير بما يمكننا جميعنا القيام به لحماية هذه الحيوانات الفريدة والثمينة".