دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يرن جرس الفسحة، وإذ بالأولاد يركضون نحو الملعب وبيدهم حقائب الطعام الصغيرة أو بعض النقود لشراء وجبتهم المفضلة من كافتيريا المدرسة.
ينتهي الوقت المحدد للفرصة ويبقى الملعب خالياً من الأطفال ولكنه ممتلئ الآن بمخلفات الطعام الذي تناولوه.. كيس شبس، أو بقايا شطيرة أو مغلف شكولاتة.
بدأت فكرة مشروع "Daily Bread"، الذي يركز على نوع الأطعمة التي يأكلها الأطفال بشكل عام ومدى فائدتها، بعد أن رأى المصور الأمريكي، غريغ سيغال، المخلفات المتروكة في المنازل وبقايا الطعام.
لقد تفاجأ سيغال بأن الناس "لا يفكرون كثيراً بمكونات طعامهم، لأنهم ليسوا من يصنعوه"، على حد تعبيره، لذا قرر أن يجمع أصدقاء ابنه للعمل على مشروع جديد، يتطلب منهم تسجيل قائمة بالطعام الذي تناولوه لمدة أسبوع، ومن ثم يأخذ هو هذه القائمة ويعيد تجهيزها والتقاط الصور للأولاد بين الطعام الذي دونوه.
بدأ المشروع على نطاق صغير، ليتضمن ابنه وأصدقاءه، ليكبر بعد ذلك ويتضمن أطفال من الأحياء المجاورة في مدينة لوس أنجلوس ومن ثم العالم.
واحتاج سيغال منتِجاً في كل دولة سعى لتصوير الأطفال فيها، حيث طلب منهم أن يساعدوه في تدوين الأطعمة التي يتناولها الأطفال. وكان الهدف الرئيسي من التوسع الكبير هو إظهار التنوع في الوجبات بحسب اختلاف المكان.
ولم يكن التعامل مع الصغار سهلاً، بل أوضح سيغال في حديث مع CNN بالعربية، إنه كان من الصعب التواصل مع الأطفال من مختلف الجنسيات بسبب عائق اللغة، كما واجه أيضاً عملية التأكد من أن الأطفال يحافظون على مذكرات الطعام.
بعيداً عن المصاعد وإلى النطاق العملي، استطاع المصور من خلال مشروعه تسليط الضوء على الطعام في 9 مدن مختلفة، ومن ضمنها دبي بالإمارات العربية المتحدة، كما التقط صوراً لـ 60 طفلا وضع منها 52 صورة في كتابه.
جلس الأطفال أثناء حملة التصوير بين أصناف مختلفة من الأطعمة التي تناولوها خلال الأسبوع، والتي عمل على إعدادها مجموعة من الطباخين العاملين في المشروع. وصور سيغال 5 أطفال يومياً، مما استدعى الطهاة إلى تحضير ما يزيد عن 100 طبق يومياً في غضون 14 ساعة.
تراوحت ردود الفعل حول المشروع، ففي الوقت الذي استخدم فيها سيغال التصوير لعكس الموضوع الذي طرحته الصور، لاحظ المصور مفاجأة الأهل بنوعية الطعام الذي يأكله أبناؤهم، حيث استذكر بعض تلك المواقف، قائلاً إن والد أحد الفتيات تفاجأ بالصور التي التقطت لابنته، وقال إنه سيتحدث مع زوجته بخصوص الموضوع، بينما قالت أم مطلقة إن ابنها يتناول كل هذه الأطعمة غير المفيدة عندما يكون في بيت أبيه.
رأى سيغال أن الملامة المتبادلة بين الأهل بسبب نتائج المشروع تساعد في تغيير شكل الحمية المتبعة بشكل عام، كما استنج أن أنواع الحميات الأفضل كان يأكلها الفقراء وليس الأغنياء، مع أنه وبحسب قوله: "تعتبر الطبقة الفقيرة في الولايات المتحدة من أكثر مستهلكي الطعام السريع بسبب أريحيتها ورخصها".