لندن، المملكة المتحدة (CNN)-- يلجأ الكثير من المهندسين المعماريين إلى تصميم مدن العالم، باستخدام قطع "ليغو"، وهي شركة دنماركية تقف وراء المكعبات البلاستيكية الصغيرة التي تملأ غرف الأطفال لأكثر من 50 عاماً.
وفي السنوات الأخيرة، تعاونت الشركة، التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، مع المهندسين، لإيجاد طريقة تستطيع من خلالها هذه المكعبات أن توقد شرارة الإبداع في التصميم المعماري على نطاق واسع ومصغر.
يمكن أن تساعد مكعبات "الليغو" في إطلاق عنان الخيال لإنشاء نماذج مبدعة، إذ تُعلّم الجيل الجديد كيفية تصميم المباني وتشييدها.
وأطلقت شركة "ليغو" مجموعة الهندسة المعمارية الخاصة بها في عام 2008، إذ شملت معالم منها متحف غاغينهايم في نيويورك، ومنتجع "مارينا باي ساندز" في سنغافورة.
وتتميز وظيفة رئيس المصممين في "ليغو"، روك زغلين كوبي، بكونها أكثر الوظائف متعة، فهو يعمل على تحويل المباني الشهيرة إلى مجسمات من قطع "ليغو".
ويقول كوبي: "كمهندس معماري شاب، تريد دائما بناء ناطحات سحاب، ومدناً بأكملها حتى، ومتاحف، وغير ذلك، لكنني لم أكن واضحاً بشأن الحجم، على ما يبدو".
وأوضح كوبي أن ترجمة العمارة الحقيقية إلى قطع "ليغو"، تبدأ أولاً بفهم عقلية المصمم الأصلي، ثم النظر إلى مخططاته المعمارية والأرضية لفهم عملية البناء.
وبدوره، أوضح مؤلف كتاب "The Lego Architect"، توم ألفين، أن المصممين يتحملون مسؤولية كل شيء، بدءاً من شراء القطع وتقسيمها لمجموعات، إلى كتابة تعليمات البناء وتصميم غلاف العلبة.
وبعيداً عن التدقيق المعماري، ينصح ألفين مصممو "ليغو" أن يكونوا أكثر حذراً، إذ ينبغي التأكد أن تصميماتهم تتوافق مع قواعد تصميم مباني "ليغو"، بما في ذلك معايير السلامة التي تضمن عدم تعرض حياة الأطفال للخطر.
فعلى سبيل المثال، يجب الحذر عند التعامل مع الحواف الحادة التي تعلو الأبراج، مثل برج "إيفل" و برج "Space Needle" في مدينة سياتل الأمريكية.
وبالنسبة إلى محبي تصميم المباني باستخدام قطع "الليغو"، شارك ألفين هذه النصيحة: "ابدأ بالنظر إلى المبنى، واكتشف الجزء الأصعب وقم ببنائه أولاً، ثم ستقع كل قطعة في مكانها الصحيح".
وفي صالة "Tale Modern" بلندن، يُذكر أن معرض "The Cubic Structural Evolution Project"، يسلط الضوء على كيفية استخدام مكعبات "الليغو" لتوضيح مفهوم التصميم بالمستقبل.