دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- ستسيطر أجواء مختلفة على أسبوع الموضة في لندن هذا العام، والذي يبدأ عرضه الأول يوم الجمعة المقبل، إذ سيفصله عن انسحاب بريطانيا المقرر من الاتحاد الأوروبي أقل من 7 أسابيع. ومن الصعب تخيل مدرج عرض الأزياء بدون تأثيرات "بريكست" بطريقة ما. فهل تأخذ أسابيع الموضة الأوضاع السياسية في عين الاعتبار؟
ومن المؤكد أن الاحتجاجات البيئية ستترك بصمتها أيضاَ في أسبوع الموضة. وناشدت حملة المناخ "Extinction Rebellion" بإلغاء أسبوع الموضة في لندن نهائياً، ووصفته في بيان بأنه بمثابة "موكب فائض" يشجع على الاستهلاك المفرط والمدمر. وتوعدت المجموعة بتنظيم "أحداث تخريبية" على مدار الأيام الخمسة للحدث.
ولم تكن لندن المدينة الوحيدة التي تواجه حالة الجدل قبل مواعيد العرض في سبتمبر/ أيلول، إذ ألغى كل من "Prabal Gurung" و "Rag & Bone" عروضهما في أسبوع الموضة في نيويورك، بسبب روابط بين مكان العرض "The Shed" في ضاحية "Hudson Yards" بمانهاتن، وبين جامع التبرعات للرئيس الأمريكي ترامب، الملياردير ستيفان روس.
وشهدت محلات الأزياء الكبرى اتهامات بالعنصرية، والاستيلاء الثقافي، واستخدام الصور المسيئة، كسترة "غوتشي" التي تحمل"وجه أسود"،وقلنسوة "بربري" التي تتزين بربطة عنق تشبه حبل المشنقة، إذ واجها عملاقا الأزياء الانتقادات بسبب الدلالات على تعظيم أفكارٍ انتحارية وتلميحاتٍ عنصرية.
ولطالما تضمنت أسابيع الموضة المواضيع السياسية. وتقدم العقود الأخيرة أمثلة لا حصر لها عن المصممين الذين استخدموا مدرج عرض الأزياء لتنظيم الاحتجاجات، وتقديم مواضيع تتحدى الوضع الراهن. ولكن خلال هذه الفترة التي تشهد بشكل استثنائي الانقسام بين قطاع الأزياء والسياسة، هل يمكن أن يكون شهر الموضة هذا العام هو الأكثر إثارة للجدل حتى الآن؟
ولكن تحمل مدرجات عرض الأزياء المُسيسة بعض المخاطر، إذ ظهرت عارضة الأزياء الشهيرة كيندال جينر وهي تحمل لافتة عن حقوق المرأة خلال مشاركتها في عرض دار "شانيل" لكارل لاغرفيلد في باريس عام 2015، وكذلك هتفت عارضة الأزياء كارا ديليفين بشعارات نسوية عبر مكبر الصوت.
ولم تُقنع هذه الممارسات النقاد، إذ أشاروا إلى تاريخ لاغرفيلد الطويل والذي يُعرف بتعليقاته التي تحط من قدر النساء.
وبالإضافة إلى الخلافات الخارجية، يصنع قطاع الأزياء خلافاته الخاصة، إذ أثارت عمامة من تصميم دار "غوتشي"، تبلغ قيمتها 790 دولاراً، غضب أتباع الديانة السيخية. و تشبّهت منتجات علامة "برادا" التجارية بـ"وجه أسود"، كما انتُقد إعلان علامة "D&G" بسبب تصويره النمطي لعارضة صينية تتناول الطعام الإيطالي بالعيدان الخشبية.
ومنذ ذلك الحين، قام عدد كبير من دور الأزياء الشهيرة بتعيين مدراء تنفيذيين، لمراقبة أحداث شهر الموضة عن كثب، والتعلّم من الدروس المستفادة، تفادياً للغضب الذي نجم عن أخطاء بعض العلامات التجارية.