دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لا يمكن تخيل أسبوع الموضة دون حضور العشرات من المصورين الذين يحتشدون لساعات داخل ركن ضيق وسط أجواء مشحونة، والتي تشهد الصراخ، والتراشق بالألفاظ، وحتى الضرب، من أجل الحصول على صورة غير مضمونة، إما تتصدر الصفحة الأولى، أو ينتهي بها الحال إلى سلة القمامة.
وفيما يلي، يروي بعض مصورو الأزياء تجاربهم الشخصية أثناء تأدية عملهم الاحترافي من داخل ركن المصورين.
جيف موور
يقول المصور جيف موور إنه بدأ تغطية أسبوع الموضة في لندن من عام 1993 أو 1994، أي منذ أكثر من 20 عاما.
وكان أي عرض لمصمم الأزياء ألكسندر ماكوين مميزا بالنسبة له، والذي يصفه بالعبقري.
ويوضح موور أن مهنة التصوير اليوم تتخلف كثيراً عما كانت عليه في السابق، ففي الأيام الخوالي، اعتمدت آلات التصوير على الفيلم لتفريغ محتوياتها من الصور، أما اليوم يقوم المصور بتحميل تلك الصور بنفسه، مما يعيطه الفرصة في التحكم بالصور التي يراها مناسبةً أكثر.
وبالنسبة إلى موور، تكمن الخطيئة الكبرى بين المصورين في أن يأخذ أحدهم مكان الأخر، وشاهد موور معركة بين مصور فرنسي احتل بقعة مصور إيطالي في نهاية التسعينات خلال عرض أزياء بميلانو، وكان المشهد مثيراً للضحك، إلى أن دفع أحدهم الأخر، مما أدى إلى سقوط عددٍ من المصورين واحداً تلو الأخر وكأنهم قطع "الدومينو".
وأكثر ما يثير إزعاج موور بالنسبة إلى المدعوين لحضور أسبوع الموضة هو الشخصيات المتسلطة، والتي ربما لا تكون على دراية بما تفعله، ولكن حين تحاول أن ترشدهم إلى وضعية معينة كوضعية الجلوس بأقدام مضمومة بدلاً من الجلوس بأقدام متقاطعة تُظهر الأوساخ التي تغطي مؤخرة الحذاء.
سوزن بلنكيت
بدأت سوزن بلنكيت في تغطية أسبوع الموضى في لندن منذ سبتمبر/ أيلول عام 2004، وقبل ذلك، عندما كانت تعيش في نيويورك، كانت تغطي أسبوع الموضة هناك من عام 1999 إلى عام 2002.
وتقول بلنكيت إن أدواتها الأساسية غير آلة التصوير تتضمن شريطا لاصقا و قلم التحديد، وهما مهمان للغاية بالنسبة لها في تحديد مساحة أوسع خاصة بها، فبدون موقع مناسب، لن تستطيع أفخم معدات التصوير منحك الزاوية التي تريد.
وتذكر بلنكيت عندما تعرضت للضرب عن قصد وبشكل متكرر بعدسة كاميرا مصور ظهر متأخراً وقرر استخدام رأسها للتعبير عن إحباطه في عدم وجود سلم طويل كفاية، كأسوأ لحظاتها داخل ركن المصورين، وكان ذلك أثناء التقاطها الصور خلال عرض أزياء أنيا هيندمارش قبل بضع سنوات في لندن.
كما تذكر بلنكيت موقفاً طريفاً حصل معها خلال عرض خط إنتاج "DKNY" للأزياء، قبل حوالي 15 عاما في نيويورك، عندما كانت تعمل لدى وكالة "أسوشيتيد بريس"، ودُعي إلى الحدث ما يقارب 60 مصورا، ولكن لم يكن هناك سوى مساحة تكفي لنحو 20 مصورا فقط. ولم يحسن المكتب الإعلامي لمصممة الأزياء دونا كاران التصرف، وتعاملوا مع المصورين بطريقة فظة، لذا قررت بلنكيت الانسحاب برفقة مجموعة صغيرة من المصورين. ثم انضم إليهم المزيد من المصورين، مما ترك للقائمين على العرض بعض المصورين الهواة لتغطية الحدث البارز. وكان شعوراً حماسياً للغاية بالنسبة إلى بلنكيت. وبالطبع، اختلف الوضع كلياً بالنسبة إلى طريقة التعامل مع المصورين في الموسم، حتى أنهم قدًموا لهم الشمبانيا والمقبلات.
هنا ماكي
تقول هنا ماكي، التي تغطي أسبوع الموضة في لندن للمرة الثانية، إنها صدمت خلال نهاية عرض جوليان ماكدونالد عندما أنضمت إحدى الحاضرات إلى منصة العرض للاتقاط صورة مع جوليان ماكدونالد بصحبة عارضات الأزياء، واعترضت طريق المصورين، ولكن لحسن الحظ تابعت المصممة السير مع العارضات إلى نهاية المدرج، و المرأة خيار سوى العودة إلى مقعدها".
وكانت أفضل تجربة بالنسبة لماكي عرض شارلوت أولمبيا، الذي وصفته بالأفضل لهذا العام، إذ كان مفعماً بالألوان.
إزابيل إنفانتس
حتى الآن، كانت تجربة إزابيل الأولى في تغطية أسبوع الموضة في لندن ممتعة للغاية. وقد أخبرها بعض الأشخاص أنها يمكن أن تكون رتيبة بعض الشيء بعد بضعة أيام، كما تواجه مشكلة في الانتقال من موقع إلى آخر. وتمنت إزابيل لو كان لديها المزيد من الوقت لاستكشاف صالة العرض في الطابق العلوي وغرفة المصورين للحصول على بعض الأغراض المجانية.
وتقول إنفانتس أن مصور الأزياء يعمل تحت ضغط لتقديم أفضل الصور بأسرع طريقة."
وتعترف إنفانتس أنها فقدت أعصابها قليلاً في أحد العروض، عندما وصلت لتجد مصورا آخر قد استحوذ على نصف مكانها، أُصيبت إنفانتس بالذعر قليلاً ولكنها حلًت المشكلة مع المصور في نهاية الأمر.