دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تتميز تصاميم الوشوم في العادة بشكلها الجذاب والملفت، ولكن هذه التصاميم لا تبدو جذابةً على الإطلاق، فكيف استطاعت هذه التصاميم الغريبة أن تكسر حواجز ما هو مألوف في عالم الوشوم وتلقى الإشادة عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟
لا تذكر مصممة الوشوم البرازيلية، هيلينا فرنانديز، بالتحديد متى بدأت بابتكار التصاميم للوشوم، وتقول لموقع CNN بالعربية إن بدايتها كانت منذ أن اكتشفت ميولها الفنية، وهي صغيرة في العمر.
واستخدمت هيلينا أسلوبها الخاص في ابتكار تصاميم وشوم فريدة من نوعها، ولكنها تأثرت بشكل رئيسي بكل ما هو مثير في البيئة التي تعيش فيها، كما استلهمت من الفنون الأوروبية الغامضة، والتي تُعرف باسم"black metal"، ومن القصص الخيالية الملحمية. وتستلهم من الطبيعة جانبها المظلم، مثل جذور الأيكة الساحلية، وكفوف الحشرات، والحيوانات السامة.
ونشأت هيلينا في حي شعبي بمدينة سالفادور، عاصمة ولاية باهيا البرازيلية، وتهتم كثيراً بما يجري في شوارع الحي، وتصف سكان الحي بالفنانين، إذ يتميز كل فرد بطريقته الخاصة، وتصف حياة المدينة بالصعبة، حيث يسعى الرجال جاهدين لإبراز مهاراتهم وتسويقها. وتؤثر الكثير من أعمال الشارع الفنية بمختلف أنواعها، من عمارة المنازل إلى الحس الفني للسكان، على هيلينا بشكل كبير.
وتشرح هيلينا أنه بما أنها من مواليد عام 1990، فكانت معظم الأغراض الموجهة للأطفال، والتي ليست من صناعة أمريكية أو من إنتاج البرازيل، قادمة من اليابان. وقد يكون ذلك الأمر غريب بسبب اعتيادهم في البرازيل على الاستحواذ الثقافي الأمريكي، ولكن كانت قنوات التلفاز المفتوحة تعرض الرسوم المتحركة اليابانية، والتي تعرف باسم "أنيمي"، وكانت اللوازم المدرسية، والألعاب، وجميع منتجات الأطفال المتنوعة تأتي من اليابان. وكانت تلك الرسوم و الأغراض من الصناعة اليابانية بمثابة مصدر للكثير من أشكال تعابير الحيوانات التي تصممها هيلينا حالياً.
وبدأت مصممة الوشوم البرازيلية في ابتكار التصاميم في سن مبكرة، إذ بدأت بصنع نماذج لمخلوقات من الصلصال، والرسم على القمصان، ورسم اللوحات، كما تضمنت فن الأظافر. ولم تعتقد للحظة أنها ستصبح مصممة وشوم. إذ أنها درست الهندسة الميكانيكية ولم تتضمن دراستها الفنون.
وأدركت هيلينا أنها تريد إظهار موهبتها الفريدة للعالم عندما نقلت تصميماتها على الجلد لأول مرة في عام 2014.
وأصبحت هيلينا تعرف كمصممة وشوم بعد أن أنشأت حساباً عبر موقع الواصل الاجتماعي "انستغرام".
وتعترف هيلينا أنها تعرضت ومازالت تتعرض لانتقادات شديدة من قبل فناني الوشم ومحبي الوشوم، ولكن هناك العديد من المناصرين لتصميماتها، وتشعر أنه لا وجود للحيادية في هذا الأمر، فأما أن تعجبهم أو لا تعجبهم، وتعتقد أنها تُحترم لكونها فنانة بشكل عام، وليس كفنانة في مجال تصميم الوشم.
وتوضح مصممة الوشوم البرازيلية أنها لا تشعر بالإهانة عندما يصف أحدهم وشومها بالـ"بشعة"، فعادة ما تطلق وسائل الإعلام على وشومها هذا اللقب في عناوينها، بينما تعجب وشومها فئة أخرى من الناس.
وقالت هيلينا إنها لا تستطيع البوح بتصميمها المفضل، حتى لا يشعر زبائنها بالغيرة، وترى هيلينا أن لكل تصميم ما يميزه عن غيره.
وتوضح هيلينا أنها لا تتنافس مع أي من مصممي الوشوم في منطقتها، فهناك متسع للجميع، وتعد الأزمة الاقتصادية في البرازيل بمثابة منافسها الوحيد، إذ يريد العديد من الأشخاص الحصول على وشم من تصميمها، ولكن لا يملك هؤلاء ما يكفي من المال.