لندن، المملكة المتحدة (CNN) -- كيف يتم اختيار عواصم الدول؟ من الممكن أن يكون هذا السؤال قد تبادر لذهنك، ولكن هل سبق أن سمعت بدول تغير عواصمها؟
تعمل مصر منذ عام 2015، على بناء عاصمة جديدة لها، خارج القاهرة، وتأمل بأن تبدأ بمباشرة العمل بها في بداية العام المقبل، رغم أن المشروع يواجه بعض التأخيرات. وأعلنت أندونيسيا، عن خطط مشابهة في أغسطس/ آب، كما اختارت نقل عاصمتها من جكارتا إلى الغابة التي تغطي بورنيو الشرقية.
وتواجه الدولتان مشاكل مشابهة، إذ تعاني كل من جكارتا والقاهرة من اكتظاظ سكاني خانق، إلا أن جكارتا هي واحدة من أسرع المدن غرقاً، إذ تغرق في بحر جافا بسبب الاستخراج المفرط لمصادر المياه الجوفية.
ولا تعتبر عملية بناء العواصم من الصفر، شيئاً جديداً، إذ بنيت العديد من عواصم المدن لسبب معين، مثل واشنطن عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية وبرازيليا عاصمة البرازيل وأوتوا عاصمة كندا.
ويتضمن هذا التغيير الكثير من المزايا والقليل من المخاطر، بدءاً من اختيار موقع محدد في كل بلد، مما يرسل رسالة توحي بالتوازن والحيادية، إذ قال دافيد غوردون، بروفيسور في التخطيط بجامعة Queen’s، خلال مقابلة هاتفية مع CNN إن العاصمة "عادة ما تكون حل وسط".
وأشار غوردون، إلى أنه في الولايات المتحدة على سبيل المثال، كانت العاصمة حل وسط بين الجنوب الريفي والشمال الحضري، كما لفت إلى أن الشيء ذاته حصل في كندا، حيث مثل نهر أوتوا الحدود بين المناطق الناطقة بالفرنسية والمنطقة الناطقة بالغة الإنجليزية.
وبحسب غوردون فإن العواصم المخططة تتبع واحدة من نماذج التخطيط الثلاث، فإما أن تلحق الأسلوب الأوروبي الكبير الذي يتضمن نمط الشوارع الكبيرة أو المجتمعات المحاطة بالمساحات الخضراء أو الأسلوب التجديدي، الذي يأمل في تحقيق الحلول الوسطى.
بدوره قال نونو بينتو، محاضر في التخطيط والتصميم الحضري بجامعة مانشستر، إن برازليا "فشلت" في هدفها الكبير لتكون عاصمة مفتوحة ومليئة بالمساواة وأصبحت مليئة بالفصل الاجتماعي.
ورأى غوردون أن بناء عاصمة مدينة يحتاج "ممارسة طويلة الأجل للغاية"، كما نصح بأن تسعى الدول إلى تحقيق أهداف عالية والمحافظة على الرؤية طويلة الأمد والتمسك بالخطة.